للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعلم، ومنه قوله "من الطويل":

٧٨١-

"أكر وأحمى للحقيقة منهم" ... وأضرب منا بالسيوفِ القوانسَا

وأجاز بعضهم أن يكون أفعل هو العامل لتجرده عن معنى التفضيل. ا. هـ.

"خاتمة في تعدية أفعل التفضيل بحروف الجر":

قال في شرح الكافية: وجملة القول في ذلك أن أفعل التفضيل إذا كان من متعد بنفسه دال على حب أو بغض عدي بالام إلى ما هو مفعول في المعنى، وبـ"إلى" إلى ما هو فاعل في المعنى، نحو: "المؤمن أحب لله من نفسه، وهو أحب إلى الله من غيره"، وإن كان من متعد بنفسه دال على علم عدي بالباء، نحو: "زيد أعرف بي، وأنا أدرى به"، وإن كان من متعد بنفسه غير ما تقدم عدي باللام؛ نحو: "هو أطلب للثأر، وأنفع للجار"، وإن كان من متعد بحرف جر عدي به، لا بغيره، نحو: "هو أزهد في الدنيا، وأسرع إلى الخير، وأبعد من الإثم، وأحرص على الحمد، وأجدر بالحلم، وأحيد عن الخنا".


٧٨١- التخريج: البيت لعباس بن مرداس في ديوانه ص٦٩؛ والأصمعيات ص٢٠٥؛ وحماسة البحتري ص٤٨؛ وخزانة الأدب ٨/ ٣١٩، ٣٢١؛ وشرح التصريح ١/ ٣٣٩؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص٤٤١، ١٧٠٠؛ ولسان العرب ٦/ ١٨٤ "قنس"؛ ونوادر أبي زيد ص٥٩؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١/ ٣٤٤، ٤/ ٧٩؛ وأمالي ابن الحاجب ١/ ٤٦٠.
اللغة: قوانس: ج قونس، مقدمة الرأس.
المعنى: لم أر أكثر منهم حماية للحقيقة، ولم أر مثل كرمهم ولكن كنا أفضل منهم بضربنا مقدمات الرءوس بسيوفنا.
الإعراب: أكر: صفة لـ"حيا" من البيت السابق في القصيدة منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة. وأحمى: "الواو": عاطفة، "أحمى": اسم معطوف على أكر منصوب مثله بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر. للحقيقة: جار ومجرور متعلقان باسم التفضيل أحمى. منهم: جار ومجرور متعلقان باسم التفضيل أحمى و"الواو": للإشباع، و"الميم": للجماعة. وأضرب: "الواو": عاطفة، "أضرب": مفعول به لفعل محذوف. منا: جار ومجرور متعلقان باسم التفضيل أضرب. بالسيوف: جار ومجرور متعلقان باسم التفضيل أضرب. القوانسا: مفعول به لفعل محذوف منصوب بالفتحة الظاهرة والألف للإطلاق.
وجملة "لم أر أضرب": معطوفة على جملة سابقة. وجملة "القوانسا": مع الفعل المحذوف في محل نصب حال من "نا" في "منا".
والشاهد فيه قوله: القوانسا فقد نصبه بفعل محذوف مقدر، لا باسم التفضيل "أضرب".

<<  <  ج: ص:  >  >>