للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النازلون بكل معترك ... والطيبون معاقد الأزر

فيجوز رفع "النازلون" و "الطيبون" على الإتباع لـ"قومي"، أو على القطع بإضمار: هم، ونصبهما بإضمار: أمدح أو أذكر، ورفع الأول ونصب الثاني على ما ذكرنا، وعكسه على القطع فيهما.

"أو بعضها اقطع معلنا"، أي: إذا كان المنعوت مفتقرًا إلى بعض النعوت دون بعض وجب إتباع المفتقر إليه، وجاز فيما سواه القطع والإتباع، هكذا في شرح الكافية.

تنبيهات: الأول: إذا قطع بعض النعوت دون بعض قُدِّم المتبع على المقطوع، ولا يعكس، وفيه خلاف، قال ابن أبي الربيع: الصحيح المنع. وقال صاحب البسيط: الصحيح الجواز. ولو فرق بين الحالة الثانية -وهي الاستغناء عن الجميع- فيجوز، والحالة الثالثة -وهي الافتقار إلى البعض دون البعض- فلا يجوز؛ لكان مذهبًا.

الثاني: إذا كان المنعوت نكرة تعين في الأول من نعوته الإتباع، وجاز في الباقي القطع، كقوله "من المتقارب":

٧٨٩-

ويأوي إلى نسوةٍ عطلٍ ... وشعثًا مراضيعَ مثل السعالي


= الشاهد: قولها: "النازلون" و"الطيبون" حيث يجوز فيهما الرفع على الإتباع لـ"قومي" أو على القطع بإضمار "هم". ويجوز نصبهما بإضمار "أمدح" أو "أذكر".
٧٨٩- التخريج: البيت لأمية بن أبي عائذ الهذلي في خزانة الأدب ٢/ ٤٢، ٤٣٢، ٥/ ٤٠؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ١٤٦؛ وشرح أشعار الهذليين ٢/ ٥٠٧؛ وشرح التصريح ٢/ ٨٧؛ والكتاب ١/ ٣٩٩، ٢/ ٦٦؛ ولأبي أمية في المقاصد النحوية ٤/ ٦٣؛ وللهذلي في شرح المفصل ٢/ ١٨؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ١/ ٣٢٢؛ ورصف المباني ص٤١٦؛ والمقرب ١/ ٢٢٥.
شرح المفردات: يأوي: ينزل، يلجأ. العطل: ج العاطل، وهي من النساء من لا حلي عليها. الشعث: ج الأشعث مؤنثها الشعثاء، وهي المرأة السيئة الحال، والمتلبدة الشعر لعدم اعتنائها به. السعالي: ج السعلاة، وهي أنثى الغول.
المعنى: يقول: إنه يأوي إلى نسوة مهملات، سيئات الحال، متلبدات الشعر، يرضعن أطفالًا لهن، ويشبهن السعالي لقبح منظرهن.
الإعراب: "ويأوي": الواو بحسب ما قبلها، "يأوي": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره "هو". "إلى نسوة": جار ومجرور متعلقان بـ"يأوي". "عطل": نعت "نسوة" مجرور. "وشعثًا" الواو حرف عطف. "شعثًا": مفعول به لفعل محذوف تقديره: "أعني" مثلًا. "مراضيع": نعت "شعثًا" منصوب. "مثل": نعت ثان لـ"شعثًا" منصوب، وهو مضاف. السعالي": مضاف إليه مجرور بالكسرة.
الشاهد: قوله: "نسوة عطل وشعثًا" حيث وردت الرواية فيه بحر "عطل" ونصب "شعثًا". أما الأول فلم يرو فيه إلا الجر، وأما الثاني "شعثًا" فقد روي مجرورًا ومنصوبًا مما يدل على أن نعوت النكرة يجب في أولها الإتباع، ويجوز فيما عداه الإتباع والقطع.

<<  <  ج: ص:  >  >>