١- ينظم الإسلام وظيفة رأس المال، ويحميه بكل ما يمنعه من السيطرة والاستغلال، ويحول دون تضخم الثروات وتجميعها في يد واحدة بما قرره من إرث ووصية، وزكاة وصدقات، وكفارات.
٢- وقد عرضت الزكوات على الناس في عهد عمر بن عبد العزيز، فلم تجد من يقبلها لكفاية الناس وعدم حاجتهم، فقد أرسى الإسلام دعائم العدالة الاقتصادية الاجتماعية، إذ أدان الرسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم: إذ بات شبعان وجاره جائع، وهو يعلم بذلك، وإن "من له فضل من ظهر فليعد به على من لا ظهر له"، وعلى أن طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، و "لا يموت الناس على أنصاف بطونهم"، كما نادى عمر في عام المجاعة و "أيما عرصة أمست وفيها جائع فقد برأت منها ذمة الله ورسوله"، وحتى ذهب عبد الله بن عمر في شرح قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يسلمه" بأن من ترك أخاه المسلم يجوع ويعرى، وهو قادر على طعامه وكسوته، فقد ظلمه وأسلمه، وقد أكد هذا المعنى ابن حزم في "المحلى" بقوله: "وفرض على الأغنياء، من أهل كل بلد، أن يقوموا بفقرائهم، ويجبرهم السلطان على ذلك، وإن لم يقم الزكوات بهم، ولا في سائر أموال المسلمين بهم، فيقام لهم بما يأكلون من القوت الذي لا بد منه، ومن اللباس للشتاء والصيف مثل ذلك، وبمسكن يقيهم من المطر والصيف وعيون المارة".
٣- كما جعل الإسلام على بيت المال الإنفاق على القاصرين عن المكسب كالشيخ الفاني، والمرأة التي لا تجد من ينفق عليها، ولا فرق بين المسلم والذمي في ذلك، وقصة عمر مع الذمي الضرير معروفة مشهورة.
٤- وبعد أن كفل الإسلام حق الجماعة، وضمن حقوق الآخرين في المال