١- وهكذا يتبين لنا -وبعون الله وفضله- كيف أن حقوق الإنسان كانت من الهموم الرئيسة التي انكب عليها التفكير منذ قرون.. وذلك لما يتمتع به الإنسان من كرامة، ومكانة في هذا الكون.
ومن أن لكلمة "حق" دلالات متعددة، إلا أن الدلالة التي كنا نسعى إليها لم تعدم من يشير إليها سواء من أصحاب المعاجم العرب، أو الحقوقيين أو الفلاسفة.
كذلك كان لمفهوم "الإنسان" معنى شموليا عند المسلمين، فيما عنيت المواثيق، والاتجاهات الأخرى بجانب واحد منه.
٢- ولم تكن الإشكالية الرئيسية في تحديد المعاني للكلمتين "حق إنسان"، ولكن كانت فيما طرأ على التفكير في مضمون الكلمتين من تغير، وتطور عبر العصور، فلكل حضارة نظرة إلى الحقوق الإنسانية تفاوتت بين الأحقاب المتوالية مرورا بعصور القدامى من يونان، ورومان وعرب، ثم أوروبيو العصور الوسطى والحديثة.. بل كان لكل رؤيته، حسب درجة التطور الفكري والاجتماعي، والإنساني، والأخلاقي.
ولكل قوم نهجهم، ولكل حضارة رؤية لهذه الحقوق وفق مبادئ تختص بها.
فأما التطوير الأوروبي المعاصر فقد اعترف للإنسان بحقوقه على أساس أنها "طبيعية لشخصه المفرد الذي يستحق هذا"، وعلى أساس هذا التبويب كانت صياغة حقوق الإنسان.
وأما في الإسلام، فالحقوق تأخذ بعدا آخر؛ لأنها حق إلهي قرره خالق الإنسان، وضمنه في التكاليف الشرعية التي يؤجر عليها المؤمن ويحاسب.