يقول تعالى:{وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ} ، والسبب كما تقول الآية أيضا:{أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}[البقرة: ٢٢١] .
ثانيا: زواج المسلم من امرأة مسيحية أو يهودية، فقد أباحه الإسلام١. يقول تعالى:{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[المائدة: ٥] .
لأن الإسلام يقدس السيد المسيح بصفته رسولا من الله ولد بمعجزة خارقة، ويقدس أمه السيدة مريم، ويبرئها مما اتهمها به اليهود، وكذلك يقدس موسى، ويعتبره رسول الله إلى بني إسرائيل، ويقول تعالى:{لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ}[البقرة: ٢٨٥] .
ثالثا: زواج غير المسلم من المسلمة حرمة الإسلام، يقول تعالى:{وَلَا تُنْكِحُوا المُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا}[البقرة: ٢٢١] .
١٠- أما فيما يتعلق بحرمة تغيير الدين الإسلامي قيد يخالف المادة الثامنة عشرة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتي أعطت لكل شخص الحق في تغيير دينه، فيقول: إن منطلق الإسلام هنا أيضا لا ينطلق من حيث إنه قيد للحرية بقدر ما هو رفع لمكيدة يهودية حدثت في صدر الإسلام حين أعلن جميع عرب المدينة إسلامهم، واتحدت كلمتهم بعد خصومة مسلحة بينهم حاكها اليهود اللاجئون، ففكر اليهود عندئذ بخبث على أن يدخل بعضهم في الإسلام، ثم يرتد عنه ليشكك العرب في دينهم ويضللهم في معتقدهم، فتولد عن ذلك الحكم في منع تغيير المسلم لدينه مع العقوبة عليه، حتى لا يدخل أحد في الإسلام إلا بعد
١ ويرى بعض الفقهاء أن هذا الحق مقيد وغير مطلق. انظر: مغني المحتاج إلى معرفة معاني المنهاج، سنة ١٣٧٧هـ/ ١٩٥٨م، باب النكاح لمن تحل ومن لا تحل من الكافرات وما يذكر معه، ص١٨٦؛ وكتاب "نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج" في الفقه على المذهب الشافعي، الجزء السادس.