نفوسهم ونقص عقولهم وبعدهم من البأس والشجاعة والفروسيّة والبسالة ولقاء الرجال ومراس الأنجاد والأبطال وعلم موالينا عليهم السلام بمحلّها فى نفسها ومقدار جباياتها ومواقع نعمها ولذّاتها،] (٢) فأمّا مغرب هذه الجزيرة فمن مدخل خليج المغرب المذكور ومصبّ مائه على البحر المحيط من نواحى لبله وجبل العيون آخذا على لب وشلب الى أن يتّصل بشنتره والنهر الآخذ من سموره مدينة الجلالقة الى موضع مصبّه من البحر المحيط، وشمالها فمن شنتره «٧» ذاهبا على نواحى سموره وليون ويونه من بلاد جليقيه الى أقاصى بلد جليقيه، ومشرقها فمن مشارق جليقيه الى الخليج المغربىّ على نواحى سرقصه وضواحى وشقه وطرطوشه وجميع بلاد الافرنجه من جهة البرّ، وجنوبيّها الخليج المذكور من بجانه الى تجاه جزيرة صقليه على بلاد بلنسيه ومرسيه والمريّه «١١» ومالقه والجزيرة الى ركن البحر المحيط، (٣) وأوّل أرضها المعمورة على الخليج الرومىّ فمن اشبيليه ثمّ الجزيرة ويستمرّ على المريّه «١٤» الى افرنجه ويعود على أرض جليقيه الى شنتره الى احشنبه «١٥» على البحر المحيط، وأمّا حدّ شدونه ومرسيه وما صاقبها من أرض بلنسيه الى طرطوشه وهى آخر المدن التى «١٦» على البحر المتّصل ببلد الافرنجه فهى ثغور تتّصل من جهة البرّ ببلاد غلجشكش «١٧» وهى بلاد حرب للروم ثمّ تتّصل ببلد بشكونس وهم أيضا نصارى الجلالقة، فينتهى ١»
من الاندلس حدّان حدّ الى دار الكفر وحدّ الى البحر المحيط، وجميع ما ذكرته من المدن على البحر فمدن كبار عامرة مشحونة بالمرافق التى يفتخر بها أهل النواحى فى بلادهم ومنابرهم، ولم تزل الاندلس فى أيدى بنى مروان الى هذه الغاية،