(١) فأمّا الاندلس فهى من نفائس جزائر البحر ومن الجلالة فى القدر بما حوته واشتملت عليه بحال سآتى بأكثرها ودخلتها فى أوّل سنة [٣٢ ظ] سبع وثلثين وثلثمائة والقيّم بها أبو المطرّف عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، وطولها شهر «٦» فى عرض نيّف وعشرين يوما وفيها غامر وأكثرها عامر مأهول ويغلب عليها المياه الجارية والشجر والثمر والأنهار العذبة والرخص والسعة فى جميع الأحوال الى نيل النعيم والتملّك الفاشى فى الخاصّة والعامّة فينال ذلك أهل مهنهم وأرباب صنائعهم لقلّة مؤنهم وصلاح بلادهم ويسار ملكهم بقلّة كلفه ولوازمه وسقوط شغله بشىء يحذره «١١» وحال تخيفه إذ لا رقبة عليه لأحد من أهل جزيرته ولا خشية له من عدوّ ينصب لمملكته مع عظم مرافقه وجباياته ووفور خزائنه وأمواله وممّا أدلّ بالقليل منه على كثيره وغزيره أنّ سكّة دار ضربه على الدنانير والدراهم ضمانها فى كلّ سنة مائتا ألف دينار ويكون عن صرف سبعة عشر بدينار «١٥» ثلثة آلف ألف وأربع مائة ألف درهم هذا الى صدقات البلد وجباياته وخراجاته وأعشاره وضماناته ومراصده وجواليه وما يقبض من الأموال الوافرة على المراكب الواردة اليهم والصادرة عنهم والرسوم على بيوع الأسواق، [ومن أعجب «١٨» أحوال هذه الجزيرة بقاؤها على من هى فى يده مع صغر أحلام أهلها وضعة