(١) وسأصل ذلك بذكر بحر الروم وتصويره إذ هو خليج من البحر المحيط عليه أكثر هذه الديار وقد أتيت به على التقريب لا على الحقيقة إذ بعضه أشبه شىء بالدائرة المحدّدة، ومخرجه بين أرض الاندلس وأرض طنجة وسبتة وهذه الناحية محاذية من الاندلس لجزيرة جبل طارق واشبيليه «٥» وعرض هذا المخرج بهذا المكان المعروف باشبرتال وهو جبل عال «٦» ويمتدّ جنوبيّا الى سله ويحاذيه من العدوة الاندلسيّة جبل الأغر «٧» ويمتدّ الى لبله بناحية الشمال من الاندلس فيكون نحو اثنى عشر ميلا ثمّ لا يزال يتّسع ويعرض ويمتدّ على سواحل المغرب وممّا يلى شرقىّ هذا البحر حتّى ينتهى [الى]«٩» أقاصى أرض مصر ممتدّا «١٠» على أرضها الى الشأم متّصلا عليها الى الثغر الذي كان يعرف بطرسوس ويعطف الى بلدان الروم من جبال اقليميه الى انطاليه «١٢» ثمّ يصير الى خليج القسطنطينيّة «١٣» ويمضى على سواحل اثيناس «١٤» وسواحل قلوريه والانكبرذة الى افرنجه وروميه «١٥» ويصير البحر حينئذ جنوبيّا لأرض جليقيه ويكون على ساحله الافرنجة الى أن يتّصل بطرطوشه من بلاد الاندلس ويمتدّ على النواحى [٥٦ ب] التى تقدّم ذكرها فى صفة الاندلس ويجاوز «١٦» المرية وأعمال الجزيرة واشبيليه ويمضى على البحر المحيط الى شنترين وهى آخر بلاد الإسلام من ناحية الاندلس وجانب بلد الروم، (٢) ولو أنّ امرءا سار من سبتة وطنجة على ساحل هذا البحر المغربىّ