توجب الفزعة «١» الى الله تعالى والتقرّب اليه فى حين الشدّة وخوف الهلكة وعند وطئ بعضهم لبعض وقد رأيت خشبة يوشك أن يكون هذا القبر فيها، (٣) وتجاهها مدينة تعرف بالخالصة ذات سور من حجارة وليس كسور بلرم يسكنها السلطان وأتباعه وفيها حمّامان ولا أسواق فيها ولا فنادق وفيها مسجد جامع صغير مقتصد وبها جيش للسلطان ودار صناعة للبحر والديوان ولها أربعة أبواب من قبولها ودبورها وغربها وشرقيّها البحر وسور لا باب له، وحارة تعرف بحارة الصقالبة وهى أعمر من المدينتين اللتين ذكرتهما وأجلّ ومرسى البحر بها وبها عيون جارية بينها وبين صقلّية [٣٥ ظ] ومياه كالحدّ بينهما، وحارة تعرف بحارة المسجد المعروف بابن سقلاب وهى كبيرة «١١» أيضا وليس بها مياه جارية وشرب أهلها من الأبآر وعلى طرفها الوادى المعروف بوادى عبّاس وهو عظيم كبير ومطاحنهم عليه كثيرة وبساتينهم وأجنّتهم غير منتفعة به، والحارة الجديدة وهى كبيرة تقارب حارة المسجد وليس بينهما فرق ولا فاصلة ولا عليهما ولا على حارة الصقالبة سور، وأكثر الأسواق فيما بين مسجد ابن سقلاب والحارة الجديدة كسوق الزّياتين بأجمعهم والدّقاقين والصيارفة والصيادنة «١٧» والحدّادين «١٨» والصياقلة وأسواق القمح والطرازيّين «١٩» والسمّاكين والأبزاريّين وطائفة من القصّابين وباعة البقل وأصحاب الفاكهة والريحانيّين والجرّارين والخبّازين والجدّالين وطائفة من العطّارين والجزّارين والأساكفة والدبّاغين والنجّارين والغضائريّين والخشّابين «٢٠» خارج المدينة وببلرم طائفة من القصّابين والجرّارين والأساكفة وبها للقصّابين دون المائتى حانوت