ليست لجيل من أجيال العالم الجفاة ولا فى أهل الجبال الأجلاف الجساة مع قوام مصالحهم بالجلّابين وفقرهم وفاقتهم الى المسافرين لأنّها جزيرة لم تختصّ بوجه من فضائل البلدان غير القمح والصوف والشعر والخمر وصبابة من القند الى شىء من ثياب الكتّان والحقّ فيها أحقّ أن يتّبع فإنّه لا نظير لها جودة ورخصا ويباع مستعملها ممّا يقطع قطعين من الخمسين رباعيّا الى ستّين رباعيّا فيزيد على ما يشترى من أمثاله بمصر بالخمسين والستّين دينارا كثيرا، وجميع ما تقع اليه الضرورات وتدفع الحاجة اليه من سائر الطلبات بحلوب الى بلدهم ومحمول الى جزيرتهم، وقد جمعت مع فساد عقول أهلها وأديانهم فساد التربة والقمح والحبوب ولا يحول الحول عليها عندهم إلّا وقد فسدت وربّما ساست فى الأنادر قبل دخول المطامير والأهراء وليس يشبه وسخهم فى دورهم وسخ أقذار اليهود ولا ظلمة منازلهم وسوادها سواد الأتاتين والأفران وأجلّهم منزلة يسرح الدجاج على مقعده وتذرق «١٣» الطيور على مصلّاه ومخدّته، (١٦) وهذه جمل من أوصاف المغرب وما استقلّ به ممّا يضاف اليه ويقع فى جملته،