يخرج من مفاوز وراء بلاد الزنخ وقد رأيت فى رسالة جغرافيا أنّ مبدأ النيل بطيحتان مدوّرتان يصبّ الى كلّ واحدة خمسة أنهار من جبل القمر ويخرج من هاتين البطيحتين من كلّ واحدة أربعة أنهار الى بطيحة مدوّرة فى الإقليم الأوّل قطرها جزآن ومركزها عند طول نج «٤» والعرض من الإقليم الأوّل ب «٥» لآ ثمّ يخرج من هذه البطيحة نهر هو نيل مصر ويصبّ اليه نهر يجرى من عين يخرج من خطّ الاستواء عند طول نط لآ ويأتى الى قرب من بلد النوبة فينقسم قسمين يصبّ أحدهما الى النيل عند طول نج «٦» لآ والعرض عند يو لآ «٧» فى الإقليم الأوّل والثانى «٨» مصبّه فى الإقليم الثانى عند طول نج «٩» لآ وعرض يح لآ ثمّ يمتدّ ولا يزال ينعطف انعطافات كثيرة ليس هذا موضع شرحها حتّى يأتى الى اسوان ثمّ يمرّ الى مصر مماسّا لها عند طول ند لآ والعرض كط لآ ثمّ يتفرّق من مصر فى سبعة خلجان الى البحر الأوّل الى الإسكندريّة عند طول نا م والآخر عند طول نج «١٠» لآ والثالث عند طول نج ل والرابع عند طول نج م والخامس عند نج نه «١١» والسادس عند طول ندك «١٢» والسابع عند طول ند ل كما نصوّره فى الصفحة الأخرى من هذه الورقة والله الموفّق،] وهو نهر يكون عند امتداده أكبر من دجلة والفرات إذا اجتمعا وماؤه أشدّ عذوبة وحلاوة وبياضا من سائر أنهار الإسلام [وهو متّصل بالبرّيّة التى لا تسلك لجنّها]«١٥» ، وذكره بطلميوس فى كتاب جغرافيّا «١٦» فلم يعز أصله الى مكان، ويكون فيه التماسيح والسقنقور وسمكة تعرف بالرعّادة «١٧» لا يستطيع أحد أن يقبض عليها وهى حيّه حتّى ترتعش يده وتسقط منها فإذا ماتت فهى كسائر السمك، والتمساح دابّة [٤٤ ب] من دوابّ الماء مستطيل الذنب والرأس ورأسه نحو نصف طول ذنبه وله أنياب لا تقبض بها على دابّة ما كانت من سبع أو جمل إلّا مدّه فى الماء وله على كلّ شىء سلطان إلّا الجاموس فإنّه لا قوام له بالكبير منها ويخرج من الماء فيمشى فى البرّ ويقيم فيه خارج الماء اليوم والليلة ونحو ذلك وليس سلطانه فى البرّ كسلطانه فى الماء وقد يتضرّى «٢٣» بعضها فى البرّ على الناس فيكون من جاوره معه فى