إلّا وله فيه مدخل قبيح، وشرب أهلها من نهر بها يعرف بأبى الحسن فويق وفيه قليل طفس ولم تزل أسعارها فى الأغذية قديما وجميع المآكل والمشارب واسعة رخيصة [وعليهم الآن للروم فى كلّ سنة قانون يؤدّونه وضريبة تستخرج من كلّ دار وضيعة معلومة]«٤» وكأنّ الهدنة التى هم فيها مع الروم محلولة معقودة لأنّ الأمر فى حلّها وعقدها الى الروم وإن كانت أحوالها كالمتماسكة والأمور التى تجرى معهم كالراخية «٦» فليست فى جزء من عشرين جزء ممّا كانت عليه وفيه فى قديم أوقاتها وسالف أيّامها، وقنّسرين مدينة تنسب الكورة اليها وهى من أضيق تلك النواحى بناء وإن كانت نزهة الظاهر مغوثة «٩» فى موضعها بما بها من الرخص والسعة فى الخيرات والمياه [فاكتسحتها الروم فكأنّها لم تكن إلّا بقايا دمن فديتها من دمن]«١١» ، ومعرّة النعمن مدينة هى وما حولها من القرى أعذاء ليس بجميع نواحيها ماء جار ولا عين وكذلك جميع جند قنّسرين أعذاء وشربهم من ماء السماء وهى مدينة كثيرة الخير والسعة فى التين والفستق وما شاكل ذلك من الكروم والأزبّة، وبينها وبين جبلة المدينة التى كانت على ساحل بحر الروم [....]«١٥» وكان رؤساؤها بنى وزير فافتتحها نقفور وسبى منها خمسة وثلثين ألف مرأة وصبىّ ورجل بالغ بلقاء العدوّ ويمانع عن نفسه، وحصن برزويه «١٧» وهو حصن حصين وحجر منيع وقف عليه الروم غير وقت فاستحسنوه ولم يتعرّضوه ثمّ هادنوا أهله خوفا ممّا علق ببلاد