موازين الأرض الحبّة مجزّأة على أربعة أجزاء إلّا بالعسكر ويقال لكلّ جزء منها تومنه، وفى عوامّهم وأهل مهنهم من الرياضة بالكلام والعلم به وبوجهه ما يضاهون به الخواصّ من أرباب البلدان [وعلمائهم ولقد رأيت حمّالا عبر وعلى رأسه وقر ثقيل أو على ظهره وهو يساير حمّالا آخر على حاله وهما يتنازعان فى التأويل وحقائق الكلام غير مكترثين بما عليهما فى جنب ما خطر لهما] ، «٦»(٧) ومن الخاصّيّات عندهم ما تقدّم ذكره من الشاذروان الذي بناه سابور وهو من أعجب البناء وأحكمه وطوله نحو الميل قد رصّ بالحجارة ورصف كلّه حتّى تراجع «٩» الماء فيه وارتفع الى باب تستر، وبنهر السوس «١٠» تابوت دانيال النّبيّ عليه السلم وبلغنى أنّ أبا موسى الأشعرىّ وجده وكان أهل الكتاب يديرونه فى مجامعهم ويتبرّكون به ويستسقون المطر إذا أجدبوا فأخذه أبو موسى وشقّ من النهر الذي على باب السوس خليجا وجعل فيه ثلثة قبور مطويّة بالآجرّ ودفن ذلك التابوت فى أحد القبور ثمّ استوثق منها كلّها وعمّاها ثمّ فتح الماء حتّى قلب ذلك الثرى «١٤» الكثير على ظهور تلك القبور والنهر يجرى عليهم الى يومنا هذا ويقال أنّ من نزل الى قعر الماء وجد تلك القبور، ولهم بناحية آسك «١٦» متاخما لأرض فارس جبل تتّقد فيه النار ليلا وبالنهار يرمى بالدخان لا يطفأ «١٧» أبدا كالبركان الذي بنواحى صقلّيه فى وسط البحر صورته هذه الصورة وجبل النار «١٩» المحاذى لطبرمين من أرض صقلّيه أيضا وسرنجلوا «٢٠» وهى جزيرة تجاه أرض قلوريه ذات جبل لا تنقطع «٢١» نارها ليلا ولا دخانها نهارا وأكثرها