وممّا يدلّ على عظم شأن النصّ الأوّل أنّه يوجد فيه بعض قطع غير معلومة الى الآن من قلم ابن حوقل وهى تتعلّق خاصّة بوصف القسم الغربىّ من مملكة الإسلام كما ورد فى بلاد البجة وتأريخهم وفى تعداد أكثر من مائتى قبيلة من قبائل البربر وفى الوصف المطوّل فى أحوال صقلّية وفى صفة الواحات إذا استثنينا عدّة إضافات قصيرة وأمّا القسم الشرقىّ فقد جاءت به فقرة غير معلومة الى الآن فى وصف مدينة اصبهان، ويوجد بالعكس فى النصّ الثانى بعض الفقرات التى لا أثر لها فى النصّ الأوّل من أهمّها الخبر عن ابتداء أسفار المؤلّف فى مقدّمة الكتاب والفقرات المختصّة ببعض الخلفاء الفاطميّين والخبر الوارد فى آخر صفة السند عن ملاقاة المؤلّف لأبى إسحاق الفارسىّ ومحاورتهما فيما كانا قد رسماها من الصور، وقد أدخلنا الفقرات الزائدة المختصّة بالنصّ الثانى فى متن النصّ الأوّل بين قوسين مربّعين [] ، فإذا تحتوى هذه الطبعة الثانية على كلّ ما هو معلوم الآن من مادّة كتاب ابن حوقل فتصبح الطبعة الحاضرة متكافئة مع الطبعة الأولى التى نقدت منذ زمن طويل، وقد وضعنا بالهامش أرقام صفحات الطبعة الأولى وأضفنا أيضا بعض الفقرات المنسوبة الى ابن حوقل فى مؤلّفات أخرى أورد فيها نصّ هو على ما يظهر أكمل من النصّ الموجود فى النسخ المعروفة، وقد قابلنا عند الحاجة أحيانا نصّ الإصطخرىّ كما فعله أيضا ناشر الطبعة الأولى، وأدرجنا كذلك فى هذه الطبعة ما يوجد من الإضافات فى النصّ الثالث المختصّ بالقرن السادس الهجرىّ، وهى التى كان الأستاذ (ده غويه) قد أدرجها فى الحواشى التى بأسفل الصفحات من طبعته وما يختصّ منها بالمائة صفحة الأولى فى الحواشى الباقية التى جاءت بص. ٤٣٢- ٤٣٥
من الجزء الرابع لنشريّات جغرافيّى العرب (ليدن ١٨٧٩) ، إلّا أنّه يظهر الآن أنّ كثيرا من هذه الإضافات تتعلّق أصلا بالنصّ الأوّل الموجود فى النسخة الاستنبوليّة،