سقى، ومدينة بم بها نخيل ولها قرى كثيرة وهى أصحّ هواء من جيرفت ولها قلعة منيعة مشهورة وهى فى المدينة وبمدينة بم ثلثة مساجد يجمّعون فيها الجمعات فمنها مسجد للخوارج فى السوق عند دار منصور بن خردين «٣» أمير كان لكرمان ومسجد جامع فى البزّازين لأهل الجماعة ومسجد جامع فى القلعة وفى مسجد الجامع للخوارج بيت مالهم للصدقات وشراتهم قليلون إلّا أنّ لهم يسارا، وبم أكبر من جيرفت ويعمل ببم ثياب من قطنهم فاخرة حسنة رفيعة باقية وتحمل الى أباعد الديار ونأى البلدان فتستحسن ومن طريف ما يعمل من ثيابهم الطيالسة المقوّرة فى المناسج [تنسج برفارف]«٨» والثياب الرفيعة ممّا يبلغ الثوب «٩» ثلثين دينارا وأكثر وأقلّ فتباع بخراسان والعراق ومصر ولهم عمائم معروفة أيضا مرتفعة يرغب فيها أهل العراق ومصر وخراسان ولثيابهم بقاء مستفاض كبقاء العدنىّ والصنعانىّ من خمس سنين أقلّه الى عشر سنين «١٢» مع الكدّ وثيابهم ممّا يدّخرها الملوك ويقتنونها «٢٠» وكان عندهم قديما طراز للسلطان فهلك بهلاكه، (٧) ومياه السيرجان من القنىّ فى المدينة كقنىّ نيسابور ورساتيقها يشربون من الأبآر، [وكانت قصبة كرمان وأجلّها وأعمرها فخربت]«١٥» وهى أكبر مدينة بكرمان وأبنيتها آزاج لقلّة الخشب بها، والغالب على مذاهب أهل السيرجان الحديث وعلى أهل جيرفت الرأى وكذلك على أهل الروذبار وقوهستان أبى غانم وأهل القفص والمنوجان يتشيّعون، ومن حدّ مغون «١٨» وولاشجرد «١٩» الى ناحية هرموز يزرع النيل والكمّون ويحملان الى الآفاق ويتّخذ بهما الفانيذ وقصب السكّر عندهم غزير والغالب على طعامهم الذرة وبها نخيل كثيرة حتّى ربّما بلغ بها وبسائر جروم جيرفت التمر مائة منّا بدرهم، ولهم سنّة حسنة لا يرفعون من تمورهم ما أسقطته الريح