صحبهم من الجفاة الاغتام الأغفال الطغام كبنى الغمر وأجلّهم كان المقيم بالجعفريّة من ظاهر البصرة وهو أبو الحسين علىّ بن محمّد بن الغمر ويتلوه أخوه المقيم بالكوفة أبو طريف عدىّ بن محمّد بن الغمر وأبو الحسن علىّ بن أحمد بن بشر الحارثىّ المتولّى رجالهم وأموالهم من سائمتهم [٩ ظ] وكراعهم وكان المقيم فيهم الحدود على من وجبت منهم وكان قد ناهز المائة سنة، وثور بن ثور «٦» الكلابىّ صاحب جيشهم مسنّ أيضا كاف مع كبر سنّه وكان صاحب سراياهم الى كلّ مكان وكان أكبر منه حالة وأتمّ دراية أبو الحسن علىّ بن عثمن الكلابىّ كان يزعم أنّ سنيه مائة وعشرون سنة وكان ممّن لقى أبا زكريا الطمامىّ وشاهد دعوتهم الأولى وناموسهم القديم فصيح اللسان حسن البيان جرئ الجنان وترسّل لهم الى غير مكان وناب منابة قاضيهم ابن عرفة فى أسباب المراسلة الى بنى حمدان وغيرهم [فعقد عليه بيعتهم وأخذ عليهم العهود بموالاتهم]«١٢» وقد انتشر حبلهم وقلّ حولهم وفلّ حدّهم [بما جروا اليه من قتل سابور بن سليمان وأمورهم كالواقفة فيما بينهم]«١٣» ، وسمعت غير حاك فى سنى نيّف وخمسين يحكى «١٤» عن أبى طريف عدىّ بن محمّد بن الغمر والقاضى ابن عرفة «١٥» عن تقارب ألفاظهم فى القول أنّ سادتهم يتوزّعون من مال البصرة والكوفة وما يقبضونه من الحجّاج ويرد عليهم من مال عمان والغنائم دون الخمس الخارج عنهم لصاحب الزمان ألف ألف دينار وربّما زادت المائة والمائتى ألف دينار، (١١) فأمّا ما ينتهى اليه على من أحوال مدنها وما يحتاج الى علمه من المشهور والمهمل من أخبارها فلا أعلم بأرض العرب نهرا ولا بحرا يحمل سفينة لأنّ البحيرة الميّتة التى تعرف بزغر «٢٢» وإن كانت مصاقبة