للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

والنهار لأنّ محور الشمس عليها معتدل والجذام بها ظاهر لقلّة سطوة الشمس فيها وتافه تحليلها عن جسومهم، وفيه كانت ديار ملوك اليمن فيما تقدّم وبها آثار بناء عظيم قد خرب فهو تلّ كبير يعرف بغمدان وكان قصرا لملوك اليمن وليس باليمن بناء أرفع منه على خرابه، (٢٨) [١٢ ظ] والمذيخرة «٥» جبل كان فيه الجعفرىّ وبلغنى أنّ أعلاه كان عشرين فرسخا فيها مزارع ومياه وفيه ينبت الورس وهو نبات أحمر فى معنى الزعفران يباع منوان بدينار فيصبغ به وهو منيع منيف لا يسلك وكأنّه من أسفله جبل بالمغرب يعرف بجبل نفوسة فى الحصانة وكثرة المياه والأشجار وطيب التربة وكثرة الثمار يسكنه الخوارج وهو دار هجرة لهم ومات به عبد الله بن وهب الراسبىّ وعبد الله بن إباض ولا يسلك إلّا من طريق واحد وكانت المذيخرة «١١» قديما لأسعد «١٢» بن أبى يعفر ثمّ غلب عليها محمّد بن الفضل الداعى لأهل المغرب، (٢٩) وشبام جبل عظيم منيع أيضا فيه قرى ومزارع وسكّان كثير وفيه جامع وهو متميّز من جبال اليمن ويرتفع منه العقيق والجزع والحجر المعروف بالجمست ويصيبها المطالبيّون بالناحية غشيما كسائر الحجارة فإذا عملت «١٦» ظهر جوهرها بالنار والعمل [وبلغنى أنّها تكون فى صحارى فيها حصى ملوّن تلقط من بينها] ، «١٧» (٣٠) وعدن مدينة صغيرة وشهرتها «١٨» لأنّها فرضة على البحر ينزلها السائرون فى البحر وباليمن مدن أكبر منها ليست كشهرتها، وباليمن أيضا من الخوارج طائفة بقرب همدان وخولان وجمع بلدة وهى «٢٠» من أعمر بلاد بتلك النواحى مخاليف ومزارع وأغزرها مياها،