للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

يعرف بمحمّد بن القسم السامىّ الى المعتضد فاستنجده عليهم فبعث معه بابن ثور «٢» ففتح عمان للمعتضد وأقام بها الخطبة له وانحازت الشراة الى ناحية لهم تعرف بنزوى الى يومنا هذا بها إمامهم وبيت مالهم وجماعتهم [١٢ ب] على غدر فيهم شديد وغيلة ظاهرة بالجميع، وعمان بلاد حارّة جروميّة وبلغنى أنّ بمكان منها بعيد من البحر ربّما وقع ثلج رقيق ولم أر من شاهد ذلك إلّا بالبلاغ، (٣٣) وبأرض سبأ من اليمن طوائف من حمير وكذلك بحضر موت، وديار همدان وأشعر «٨» وكندة وخولان فبلاد مفترشة فى أعراض اليمن وفى أضعافها مخاليف وزرع وبها بواد وقرى تشتمل على بعض تهامة وبعض نجد، ونجد اليمن من شرقىّ تهامة وهى قليلة الجبال مستوية البقاع ونجد اليمن غير نجد الحجاز غير أنّ جنوبىّ نجد الحجاز يتّصل بشمال نجد اليمن وبين البحرين وبين عمان برّيّة منيعة السلوك، وباليمن قرود كثيرة وبلغنى أنّها تكثر حتّى لا تطاق إلّا بجمع عظيم فإذا اجتمعوا كان لهم كبير يعظّمونه ويتبعونه كاليعسوب للنحل، وبها دابّة تدعى العدار «١٤» بلغنى أنّها تطلب الإنسان فتقع عليه وإن أصابت منه تلك الدابّة جرحا تدوّ جوف الإنسان فانشقّ، ويحكى عن الغيلان بها من الأعجوبة ما لا أستحسن حكايته لأنّ المنكر لما لا يعلم أعذر من المقرّ بما يجهل، (٣٤) وأمّا المسافات بديار العرب فإنّ الذي يحيط بها من عبّادان الى البحرين نحو إحدى عشرة مرحلة ومن البحرين الى عمان «١٩» نحو شهر ومن عمان الى أوائل مهرة نحو مائة فرسخ، وسمعت أبا القسم البصرىّ يقول من عمان الى عدن ستّمائة فرسخ منها خمسون فرسخا الى المسقط عامرة وخمسون لا ساكن فيها الى أوّل بلد مهرة وهى الشحر وطولها أربع مائة فرسخ والعرض فى جميع ذلك من خمسة فراسخ الى ثلثة فراسخ وكلّها رمل