وأكثرها خيرا وأهله يرجعون الى رغبة فى الخير واستجابة لمن دعاهم اليه مع قبلة غاية عالية «٢» وسلامة ناجية «٢٠» وسماحة بما ملكت أيديهم مع شدّة شوكة ومنعة وبأس ونجدة وعدّة وعدّة وآلة وكراع وبسالة وسلاح «٣» وعلم وصلاح، فأمّا الحضب بها فليس من إقليم ذكر فى هذا الكتاب إلّا يقحط أهله مرارا قبل أن يقحط ما وراء النهر مرّة واحدة تمّ إن أصيبوا ببرد أو بحرّ «٦» أو آفة تأتى على زرعهم وغلّاتهم ففى فضل ما يسلم فى عروض بلادهم ما يقوم بأودهم حتّى يستغنوا به عن شىء ينقل اليهم من غير بلدهم، وليس بما وراء النهر مكان يخلو من مدن «٨» أو قرى تسقى «٢١» أو مباخس «٢٢» أو مراع لسوائمهم، وليس شىء لا بدّ للناس منه إلّا وعندهم منه ما يقوم بأودهم ويفضل عنهم لغيرهم، فأمّا أطعمتهم فى السعة والكثرة فعلى ما ذكرناه، وأمّا مياههم فإنّها أعذب المياه وأبردها وأخفّها قد عمّت جبالها وضواحيها «١٢» ومدنها هذا الى التمكّن من الجمد فى جميع أقطارها والثلوج من جميع نواحيها، وأمّا الدوابّ ففيها من النتاج ما فيه كفايتهم على كثرة ارتباطهم لها وكذلك البغال والإبل والحمير والأغنام تجلبها «١٤» ما يفضل عن كفايتهم «١٥» من الخرلخيّة والغزّيّة ولهم من نتاج الغنم الكثير والسائمة المفرطة، وكذلك الملبوس أيضا فإنّ لهم من الصوف والقزّ وطرائف الكرابيس والبزّ ما يفضل عنهم «١٧» ، وببلادهم من معادن الحديد ما يفضل عن حاجتهم وينيف على تجارتهم وبها «١٨» معادن الذهب والفضّة والزيبق الذي لا يقاربه فى الغزارة والكثرة معدن ما بسائر بلدان الإسلام وإن «١٩»