أن تجلس على الأرض إلّا فى وقت المدّ وبهذا الموضع أربع خشبات منصوبة قد بنى «٢» عليها مرقب يسكنه ناظور يوقد بالليل ليهتدى به ويعلم به المدخل الى الدجلة وإذا ضلّت السفينة فيه خيف انكسارها لرقّة الماء، وتجاه جنّابه مكان يعرف بخارك [١٥ ظ] وبه موضع اللؤلؤ يخرج منه الشيء اليسير إلّا أنّ النادر إذا وقع من هذا المكان فاق فى القيمة غيره ويقال أنّ الدرّة اليتيمة وقعت من هذا المعدن وبعمان وبسر نديب فى هذا البحر معدنان لللؤلؤ «٧» ولا أعلم معدنا لللؤلؤ إلّا ببحر فارس، ولهذا البحر مدّ وجزر فى اليوم والليلة مرّتان من حدّ القلزم الى حدّ الصين حيث انتهى وليس لبحر المغرب من جانب المغرب ولا لبحر الروم من الجانب الشرقىّ مدّ ولا جزر إلّا ما بالبحر المحيط فى شمال الاندلس فإنّه من ناحية جبل العيون الى لب الى اكشنبه الى نواحى شلب وقصر بنى ورديسن الى المعدن ونواحى لشبونه وشنترين وشنتره فإنّ فيه مدّا وجزرا وزيادة تظهر ويرتفع «١٣» الماء هناك فوق العشر الأذرع كارتفاعه بالبصرة ثمّ ينضب حتّى يرجع الى قدره الأوّل، وفى هذا البطن الذي نسبته خصوصا الى فارس جزائر منها لافت وأوال وخارك «١٥» وغيرها من الجزائر المسكونة التى ذكرتها وعددتها أيضا فى غربىّ بحر القلزم فيها مياه عذبة وزروع وماشية وضرع، وهذه جملة من صفة هذا البحر فى حدود الإسلام وسأصف ما على سواحله صفة جامعة وأبتدئ بالقلزم منتهيا بالصفة لما على جنباته الى غايته إن شاء الله، (٥) فأمّا القلزم فمدينة على شفير البحر ونحره ومنتهى هذا البحر اليها وهى فى عقم هذا البحر من آخر لسانه وليس بها زرع ولا شجر ولا ماء وماؤهم يحمل اليهم من أبآر بعيدة ومياه منها على نأى وهى تامّة العمارة بها فرضة مصر والشأم ومنها تحمل حمولات الشأم ومصر الى الحجاز