للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

إلّا ما كان من سميذ أو حوّارى «١» قد تأنّق صانعه فيه، وبالجبل مدينة ثانية تعرف بجادوا «٢» من ناحية نفزاوه وفيها منبر وجامع، والجبل بأجمعه دار هجرتهم على قديم الأيّام لهم وبه معشر الإباضيّة والوهبيّة ثووا بعد عبد الله بن إباض وعبد الله بن وهب الراسبىّ لأنّهما قدماه وماتا به ولم يدخل أهل هذا الجبل فى عهد الإسلام الى سلطان ولا سكنه غير الخوارج مذ أوّل الإسلام بل مذ عهد علىّ عليه السلام وقت انصرافهم عنه بمن سلم معهم من أهل نهروان وقد أقام من خلفهم على منهاج سلفهم به وبما قاربه من مدن الخوارج وهى نفزاوه ولا وجه وبادس وبسكره يعتقدون آراءهم ويمشون على سننهم وللسلطان على أهل هذه المدن حكم وأمره فيهم نافذ وكذلك فيمن كان منهم، (٤٩) وكورة تاهرت من افريقية عند الجميع وكانت فى القديم مفردة العمل والاسم فى الدواوين، [ومدينة سطيف «١٢» كثيرة الخير تقارب ميلة والمسيلة وتصاقب القسطنطينيّة «١٣» وبربرها بالصورة التى ذكرتها من بذل الطعام والأولاد وكان أصل ما استباحهم به أبو عبد الله الداعى على بذل أولادهم لأضيافهم، فإنّى سمعت أبا علىّ بن أبى سعيد يقول أنّه ليبلغ بهم فرط المحبّة فى إكرام الضيف أن يؤمر الصبىّ الجليل الأب والأصل الخطير فى نفسه بمضاجعة ضيفه ليقضى منه نهمته وينال منه الحرام وربّما وقعت شهوة أحد الباطل فى جليل من فرسانهم وشجعانهم فلا يمتنع عليه منه مطلب من الباطل ويرى ذلك كرما وفخرا والإباء عنه عارا ونقصا «١٩»