الترتيب لا يفارقونه لأن الشمس تقتل بحرها من تعرض للمشي في القائلة عند شدة القيظ وحرارة الأرض وبهذا السبب يلزمون النقلة على هذه الصفة التي ذكرنا.
وفي هذا الجزء أيضا قطعة من شمال أرض غانة وفيها مدينة اودغست وهي مدينة صغيرة في صحراء ماؤها قليل وهي في ذاتها بين جبلين شبه مكة في الصفة وعامرها قليل وليس بها كبير تجارة ولأهلها جمال ومنها يتعيشون.
ومنها إلى مدينة غانة اثنتا عشرة مرحلة وكذلك من اودغست إلى مدن وارقلان إحدى وثلاثون مرحلة ومن اودغست أيضا إلى مدينة جرمة نحو من خمس وعشرين مرحلة وكذلك من اودغست أيضا إلى جزيرة اوليل معدن الملح شهر واحد.
وأخبر بعض الثقات من متجولي التجار إلى بلاد السودان أن بمدينة اودغست ينبت بأرضها بقرب مناقع المياه المتصلة بها كمأة يكون في وزن الكمء منها ثلاثة أرطال وأزيد وهو يجلب إلى اودغست كثيرا يطبخونه مع لحوم الجمال ويأكلونه ويزعمون أن ما على الأرض مثله وقد صدقوا.
نجز الجزء الأول من الإقليم الثاني والحمد لله ويتلوه الجزء الثاني منه إن شاء الله.