للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وتفصيل ذلك في ما يأتي:

أ - قد يفهم بعض من تجاوزت الغيرة على محارم الله لديهم الحد المراد شرعًا، أن مجرد وقوع فاعل المنكر في معصية، وارتكابه للمنكر، وصواب ما يذهب إليه هو، مما يبيح له أن يعالج هذا الخطأ بأي شكل، ولو كان بالتعدي على فاعل المنكر بالسب أو الشتم أو الضرب، وهذا فهم خاطئ، لذلك نجد الشيخ محمد بن عبد الوهاب يشير في معالجته لمثل هذا الأمر بقوله: ". . . بعض أهل الدين ينكر منكرًا وهو مصيب؛ لكن يخطئ في تغليظ الأمر إلى شيء يوقع الفرقة بين الإخوان. . . " (١) ، ويقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ عن فاعل المنكر: ". . . ينبغي هجره وكراهته فهذا هو الذي يفعله المسلمون معه من غير تعنيف ولا سب ولا ضرب ويكفي في حقه إظهار الإنكار عليه وإنكار فعله. . . " (٢) .

ب - ومن الخلل الذي عالجه أئمة الدعوة السلفية في هذه القضية ظن بعضهم أن التلطف والرفق بفاعل المنكر من المداهنة في دين الله وتقديم رضى الخلق على رضى الخالق جل وعلا، ولا شك أن هذا الفهم السقيم يدل على جهل صاحبه ويدفعه إلى انتهاج الغلظة والعنف مع كل عاصٍ ثم يصبح طبعًا له حتى مع كل مسلم.


(١) رسالة له، ضمن الدرر السنية في الأجوبة النجدية: (٧ / ٢٥) .
(٢) رسالة له، ضمن مجموعة الرسائل والمسائل النجدية: (٤ / ٤٠٩) .

<<  <   >  >>