للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المطلب الثاني - أسلوب الإنكار:

لا شك أن أسلوب إنكار المنكر مهم جدًا في قبول المخاطب لهذا الإنكار، إذ إن النفوس البشرية تميل إلى القول اللطيف والتعامل الحسن، ولذا جاء في كتاب الله تعالى الأمر بالإحسان عمومًا والإحسان في القول خصوصًا: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (١) ، {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} (٢) ، ومن أراد أن يغير المنكر بلفظ جاف وأسلوب غليظ؛ فإن احتمال نجاحه ضعيف للغاية، وليس سببًا مقبولًا أن يُعتذر بالمعصية على الغلظة إذ إن الإنكار للإصلاح وليس للعقاب.

ولقد بذل أئمة الدعوة السلفية بنجد جهودًا مباركة في بذل النصح والتوجيه للوصول إلى تطبيق أساليب الإنكار وفق ما جاءت به الشريعة، كما كان لهم دور كبير وفاعل في التصدي للانحرافات عن المنهج الرباني في ذلك، ولعل جهودهم تبرز من خلال ما يأتي:

١) تصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تدفع إلى استخدام الغلظة والعنف في الإنكار، ومن أبرزها:

أ - ارتكاب فاعل المنكر لما حرم الله، وصواب قول المُنْكِر.

ب - ظن بعضهم أن التلطف واللين من المداهنة في دين الله.

ج - اعتقاد أن الغلظة هي الأصل وبيان الأصل في الدعوة والحث عليه.


(١) سورة البقرة: آية (١٩٥) .
(٢) سورة البقرة: آية (٨٣) .

<<  <   >  >>