للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومن خلال ما سبق يتضح اهتمام أئمة الدعوة السلفية بنجد في تقوية الأصرة بين العلماء والأمراء، وأن قيام الدين على تمامه يكون بذلك، ويتضح منهجهم في التأكيد على ذلك وتطبيقه في أرض الواقع، الأمر الذي انتج دعوة سلفية جددت الدين في القلوب والعقول، وأقامت دولة لا يستهان بها.

ب) التنبيه على المنهج الأمثل في التعامل مع الولاة والإنكار عليهم عندما يقع منهم شيء من المعاصي والمخالفات الشرعية التي لا يسلم منها بشر، وبيان خطورة تجاوز هذا المنهج وانعكاسات تلك السلبية على الدعوة والمجتمع بأسره، ويتضح ذلك من خلال النقاط الآتية:

١- الواجب على الدعاة معرفة ما للحكام من منزلة ومرتبة أنزلهم الله إياها، فالتعامل معهم ليس كالتعامل مع غيرهم من سائر الناس، ولأجل ذلك فلا ينبغي أن تتحين أخطاؤهم وزلاتهم بل يُتغاضى عنها، يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب: ". . . وأهل الدين عليهم جمع الناس على أميرهم والتغاضي عن زلته، هذا أمر لا بد منه من أهل الدين يتغاضون عن أميرهم. . . " (١) ، والمراد بالتغاضي: التغافل (٢) ، وهو أمر قد يكون له من الأثر أكثر مما للمواجهة والمصادمة.


(١) رسالة له، ضمن الدرر السنية في الأجوبة النجدية: (٧ / ٢٣٩) .
(٢) القاموس المحيط، محمد بن يعقوب الفيروزآبادي: (١٦٩٩) ، ط٢، ١٤٠٧هـ، مؤسسة الرسالة، بيروت.

<<  <   >  >>