للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخرج عن جابر بن عبد الله: أنه جاء إلى عمر يشكو إليه ما يلقى من النساء، فقال عمر: إنا لنجد ذلك، حتى إني لأريد الحاجة فتقول لي: ما تذهب إلا إلى فتيات بني فلان تنظر إليهن، فقال له عبد الله بن مسعود: أما بلغك أن إبراهيم -عليه السلام- شكا إلى الله خلق سارة، فقيل له: إنها خلقت من ضلع، فألبسها على ما كان فيها ما لم تر عليه خربة في دينها؟

وأخرج عن عكرمة بن خالد قال: دخل ابن لعمر بن الخطاب عليه وقد ترجل ولبس ثيابًا حسانًا، فضربه عمر بالدرة حتى أبكاه، فقالت له حفصة: لم ضربته؟ قال: رأيته قد أعجبته نفسه، فأحببت أن أصغرها إليه١.

وأخرج عن معمر عن ليث بن أبي سليم: أن عمر بن الخطاب قال: لا تسموا الحكم ولا أبا الحكم، فإن الله هو الحكم، ولا تسموا الطريق السكة.

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن الضحاك قال: قال أبو بكر: والله لوددت أني كنت شجرة إلى جنب الطريق، فمر علي بعير فأخذني فأدخلني فاه فلاكني ثم ازدردني٢ ثم أخرجني بعرًا، ولم أكن بشرًا، فقال عمر: ياليتني كنت كبش أهلي، سمنوني ما بدا لهم حتى إذا كنت كأسمن ما يكون زارهم من يحبون فذبحوني لهم، فجعلوا بعضي شواء وبعضي قديدًا ثم أكلوني، ولم أكن بشرًا٣.

وأخرج ابن عساكر عن أبي البختري قال: كان عمر بن الخطاب يخطب على المنبر، فقام إليه الحسين بن علي رضي الله عنه، فقال: انزل عن منبر أبي، فقال عمر: منبر أبيك لا منبر أبي، من أمرك بهذا؟ فقام علي فقال: والله ما أمره بهذا أحد، أما لأوجعنك يا غدر، فقال: لا توجع ابن أخي، فقد صدق، منبر أبيه. إسناده صحيح.

وأخرج الخطيب في أدب الراوي عن مالك من طريقه عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب: أن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان كانا يتنازعان في المسألة بينهما حتى يقول الناظر: إنهما لا يجتمعان أبدًا، فما يفترقان إلا على أحسنه وأجمله.

وأخرج ابن سعد عن الحسن قال: أول خطبة خطبها عمر، حمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، فقد ابتليت بكم وابتليتم بي، وخلفت فيكم بعد صاحبي، فمن كان بحضرتنا بشرناه بأنفسنا، ومن غاب عنا وليناه أهل القوة والأمانة، ومن يحسن نزده حسنًا، ومن يسيء نعاقبه ويغفر الله لنا ولكم٤.

وأخرج عن جبير بن الحويرث: أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- استشار المسلمين في تدوين الديوان، فقال له علي: تقسم كل سنة ما اجتمع إليك من مال، ولا تمسك منه شيئًا،


١ أخرجه عبد الرزاق في مصنفه "١٢٦٤٧/٧".
٢ لاك: اللوك: إدارة الشيء في الفم، ازدرد اللقمة ونحوها أي: بلعها، انظر مختار الصحاح "٢٧٠".
٣ أخرجه البيهقي في شعب الإيمان "٧٨٧/١".
٤ أخرجه ابن سعد في الطبقات "٢٣٨/٢".

<<  <   >  >>