فلولا دموعي كتمت الهوى ... ولولا الهوى لم يكن لي دموع
وله في الشطرنج:
أرض مربعة حمراء من أدم ... ما بين إلفين معروفين بالكرم
تذاكرا الحرب فاحتالا لها حيلًا ... من غير أن يأثما فيها بسفك دم
هذا يغير على هذا، وذاك على ... هذا يغير، وعين الحزم لم تنم
فانظر إلى فطن جالت بمعرفة ... في عسكرين بلا طبل ولا علم
وأخرج الصولي عن محمد بن عمرو، قال: دخل أصرم بن حميد على المأمون -وعنده المعتصم- فقال: يا أصرم، صفني وأخي، ولا تفضل واحدًا منا على صاحبه، فأنشد بعد قليل:
رأيت سفينة تجري ببحر ... إلى بحرين دونهما البحور
إلى ملكين ضوؤهما جميعًا ... سواء، حار دونهما البصير
كلا الملكين يشبه ذاك هذا ... وذا هذا، وذاك وذا أمير
فإن يك ذاك ذا أو ذاك هذا ... فلي في ذا وذاك معًا سرور
رواق المجد ممدود على ذا ... وهذا وجهه بدر منير
ذكر أحاديث من رواية المأمون: قال البيهقي: سمعت الإمام أبا عبد الله الحاكم قال: سمعت أبا أحمد الصيرفي، سمعت جعفر بن أبي عثمان الطيالسي يقول: صليت العصر في الرصافة خلف المأمون في المقصورة يوم عرفة، فلما سلم كبر الناس، فرأيت المأمون خلف الدرابزين وهو يقول: لا يا غوغاء، لا يا غوغاء، غدًا سنة أبي القاسم -صلى الله عليه وسلم- فلما كان يوم الأضحى حضرت إلى الصلاة فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرة وأصيلًا، حدثنا هشيم بن بشير، حدثنا ابن شبرمة عن الشعبي عن البراء بن عازب عن أبي بردة بن دينار، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ذبح قبل أن يصلي فإنما هو لحم قدمه، ومن ذبح بعد أن يصلي فقد أصاب السنة" ١. الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرة وأصيلًا، اللهم أصلحني واستصلحني، وأصلح على يدي. قال الحاكم: هذا الحديث لم نكتبه إلا عن أبي أحمد وهو عندنا ثقة مأمون، ولم يزل في القلب منه شيء حتى ذاكرت به أبا الحسن الدارقطني فقال: هذه الرواية عندنا صحيحة عن جعفر، فقلت: هل من متابع فيه لشيخنا أبي أحمد؟ فقال: نعم، ثم قال: حدثني الوزير أبو الفضل جعفر بن الفرات، حدثني أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن الروزباذي، حدثنا محمد بن عبد الملك التاريخي -قال الدارقطني: وما فيهم إلا ثقة مأمون- حدثنا جعفر الطيالسي، حدثنا يحيى بن معين، قال: سمعت المأمون، فذكر الخطبة والحديث.
١ أخرجه البيهقي في السنن "٢٧٦/٩"، والبيهقي في شعب الإيمان "٣٧٢٧/٥".