إن المكارم والمعروف أودية ... أحلك الله منها حيث تجتمع
من لم يكن بأمين الله معتصمًا ... فليس بالصلوات الخمس ينتفع
إن أخلف القطر لم تخلف فواضله ... أو ضاق أمر ذكرناه فيتسع
فقال أبو وهيب: فينا من يقول خيرًا منه فيك، وقال:
ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها: ... شمس الضحى وأبو إسحاق والقمر
تحكى أفاعيله في كل نائبة ... الليث والغيث والصمصامة الذكر
ولما مات رثاه وزيره محمد بن عبد الملك، جامعًا بين العزاء والهناء، فقال:
قلد قلت إذ غيبوك واصطفقت ... عليك أيد بالترب والطين
اذهب فنعم الحفيظ كنت ... على الدنيا ونعم الظهير للدين
ما يجبر الله أمة فقدت ... مثلك إلا بمثل هارون
حديث رواه المعتصم: قال الصولي حدثنا العلائي، حدثنا عبد الملك بن الضحاك، حدثني هشام بن محمد، حدثني المعتصم، قال: حدثني أبي الرشيد عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن أبيه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نظر إلى قوم من بني فلان يتبخترون في مشيهم، فعرف الغضب في وجهه، ثم قرأ: {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآن} [الإسرم: ٦٠] فقيل له: أي شجرة هي يا رسول الله حتى نجتثها؟ فقال: "ليست بشجرة نبات إنما هم بنو أمية، إذا ملكوا جاروا، وإذا ائتمنوا خانوا"، وضرب بيده على ظهر عمه العباس، فقال: "يخرج الله من ظهرك يا عم رجلًا يكون هلاكهم على يده".
قلت: الحديث موضوع، وآفته العلائي.
وقال ابن عساكر: أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدثنا عبد العزيز بن أحمد، حدثني علي بن الحسين الحافظ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن طالب البغدادي، حدثنا ابن خلاد، حدثنا أحمد بن محمد بن نصر الضبيعي، حدثنا إسحاق بن يحيى معاذ، قال: كنت عند المعتصم أعوده، فقلت: أنت في عافية، فقال: كيف وقد سمعت الرشيد يحدث عن أبيه المهدي عن المنصور عن أبيه عن جده، عن ابن عباس مرفوعًا: "من احتجم في يوم الخميس فمرض فيه، مات فيه".
قال ابن عساكر: سقط منه رجلان بين ابن الضبيعي وإسحاق، ثم أخرجه من طريق أخرى عن الضبيعي، عن أحمد بن محمد بن الليث، عن منثور بن النضر، عن إسحاق.
وممن مات في أيام المعصتم من الأعلام: الحميدي شيخ البخاري، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وأبو غسان المهدي، وقالون المقرئ، وخلاد المقرئ، وآدم بن أبي إياس،