وأفضل من أمّ الأنام وعمهم ... بسيرته الحسنى وكان له الأمر
وأفضل أهل الأرض شرقًا ومغربًا ... ومن جده من أجله نزل القطر
لقد شنفت أسماعنا منك خطبة ... وموعظة فصل يلين لها الصخر
ملأت بها كل القلوب مهابة ... قد رجفت من خوف تخويفها مصر
وزدت بها عدنان مجدًا مؤثلًا ... فأضحى بها بين الأنام لك الفخر
وسدت بني العباس حتى لقد غدا ... يباهي بك السجاد والعالم البحر
فلله عصر أنت فيه إمامنا ... ولله دين أنت فيه لنا الدر
بقيت على الأيام والملك كلما ... تقادم عصر أنت فيه أتى عصر
وأصبحت بالعيد السعيد مهنأ ... تشرفنا فيه صلاتك والنحر
وقال وزيره جلال الدين الحسن بن علي بن صدقة يمدحه:
وجدت الورى كالماء طعمًا مصورًا ... وأن أمير المؤمنين زلاله
وصورت معنى العقل شخصًا مصورًا ... وأن أمير المؤمنين مثاله
ولولا مكان الدين والشرع والتقى ... لقلت من الإعظام: جلّ جلاله
وفي سنة أربع وعشرين من أيامه ارتفع سحاب أمطر بلد الموصل نارًا أحرقت من البلد مواضع كثيرة، وفيها قتل صاحب مصر الآمر بأحاكم الله منصور من غير عقب، وقام بعده ابن عمه الحافظ عبد المجيد بن محمد بن المنتصر. وفيها ظهر ببغداد عقارب طيارة لها شوكتان، وخاف الناس منها وقد قتلت جماعة أطفال.
وممن مات في أيام المسترشد من الأعلام: شمس الأئمة أبو الفضل إمام الحنفية، وأبو الوفاء ابن عقيل الحنبلي، وقاضي القضاءة أبو الحسن الدامغاني، وابن بليمة المقرئ والطغرائي صاحب لامية العجم، وأبو علي الصدفي الحافظ، وأبو نصر القشيري، ابن القطاع اللغوي، ومحيي السنة البغوي، وابن الفحام المقرئ، والحريري صاحب المقامات والميداني صاحب الأمثال، وأبو الوليد بن رشد المالكي، والإمام أبو بكر الطرطوشي، وأبو الحجاج السرقسطي، وابن السيد البطليوسي، وأبو علي الفارقي، من الشافعية، وابن الطراوة النحوي وابن الباذش وظافر الحداد الشاعر، وعبد الغفار الفارسي، وخلائق آخرون.