للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليك) وأن النبي صلى الله عليه وسلم كرهه; لأن الشافع يسأل المشفوع إليه والرب تعالى وتقدس لا يسأل عبده ولا يشفع إليه.

وفي باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد وسده طرق الشرك:

تحت حديث عبد الله بن الشخير لما قال: انطلقت في وفد بني عامر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقلنا: أنت سيدنا، فقال: " السيد الله تبارك وتعالى ".

بين الشارح رحمه الله (ص ٥٦٠ - ٥٦١) : (أن ذلك لا يتعارض مع إخباره صلى الله عليه وسلم أنه سيد ولد آدم لأنه إخبار عما أعطي من الشرف على النوع الإنساني) .

وفي (ص ٥٦١) ذكر الشارح رحمه الله الخلاف في الإتيان بلفظ السيادة في نحو الصلاة عليه، ونقل ترجيح بعضهم أن لفظ الوارد لا يزاد عليه بخلاف غيره.

وفي نفس الصفحة بين معنى قوله صلى الله عليه وسلم " قولوا بقولكم أو بعض قولكم "١ بأن معناه، أي: قولوا بقول أهل دينكم وملتكم، يعني: ادعوني رسولاً ونبيا ولا تسموني سيدًا كما تسمون رؤساءكم لأنهم كانوا يحسبون أن السيادة بالنبوة بأسباب الدنيا.

ومعنى "أو بعض قولكم"، يعني: بعض الاقتصاد في المقال وترك الإسراف فيه وهذا من تواضعه صلى الله عليه وسلم.

وفي (ص ٥٦٢) بين معنى قوله صلى الله عليه وسلم " ولا يستجرينكم الشيطان بقوله "٢ أي: لا يستغلبنكم فتقعون في أمر عظيم مع أنهم لم يقولوا إلا الحق فإنه سيد ولد آدم وأفضلهم وأكرمهم، فنهاهم عن هذا الخطاب حماية للتوحيد وسدًا للذرائع، ولحداثة عهدهم بالإسلام فكأنه يقول: لا تخاطبوني بما تخاطبون به رؤساءكم بل بما سماني به الله تعالى من نحو نبي ورسول.


(١) أبو داود: الأدب (٤٨٠٦) .
(٢) أبو داود: الأدب (٤٨٠٦) , وأحمد (٤/٢٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>