للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث: قوله تعالى {وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} : ١ أي: حسنًا جميلاً لينًا ويحسن الأدب معهما بأن يقول: يا أبتاه، يا أماه، ولا يسميهما بأسمائهما.

الرابع: قوله عز وجل {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} ٢ أي: ألن لهما جناحك واخفض لهما حتى لا تمنع من شيء أحباه، وقوله من الرحمة، أي: من الشفقة.

الخامس: قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} ٣ أي: وادع الله لهما أن يرحمهما برحمته الباقية، والأحاديث الواردة في بر الوالدين كثيرة، منها قول هصلى الله عليه وسلم " رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب من سخط الوالد٤٥ ".

الثالثة: أمره تعالى أن يؤتي الإنسان أقاربه حقوقهم، وحقهم صلتهم بالموادة والزيارة وحسن المعاشرة سواء كانوا محارما٦ أم لا.


(١) سورة الإسراء، الآية: ٢٣.
(٢) سورة الإسراء، الآية: ٢٤.
(٣) سورة الإسراء، الآية: ٢٤.
(٤) في ((الأصل)) , و ((ش)) : (الوالد) بالإفراد, وفي الأخرى بالتثنية: (الوالدين) .
(٥) [٥ ح] ((سنن الترمذي)) : (٤/ ٣١٠, ح ١٨٩٩) , كتاب البر والصلة, باب ما جاء من الفضل في رضا الوالدين, ((الأدب المفرد)) للبخاري: (ص ١٨, ح ٢) , والحديث في ((سنن الترمذي)) عن عبد الله بن عمرو, وجاء الحديث في بعض المصادر معزوا إلى ابن عمر. والحديث صححه الألباني, انظر: ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) : (٢/ ٢٩, ح ٥١٦) , و ((صحيح سنن الترمذي)) : (٢/ ١٧٦, ح ١٥٤٩) . وقد اختلف في رفعه ووقفه. انظر تفصيل التخريج في الملحق. ولا بد أن يعلم هنا أن ذلك مقيد بما شرع فلا يفهم أن رضا الوالد مطلوب حتى في مخالفة الشرع إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
(٦) في ((ر)) : (محارم بدون تنوين) .

<<  <  ج: ص:  >  >>