للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال إبراهيم التيمي١: "ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم٢ ولا يتهاون بكلمة التوحيد ويعيب على من اجتهد في تعلمها إلا من هو أكبر الناس شركًا، وأجهلهم بلا إله إلا الله ".

ووجه مناسبة هذه الترجمة بهذه الآية الرد على من قال إن المسلمين لا يقع منهم الشرك، ولا يخاف عليهم منه،٣ فينبغي للمؤمن شدة الخوف من ذلك، والبحث عنه، ومعرفته لئلا يقع فيه وهو لا يشعر، والشرك شوكة العين، فكما أن الشوكة إذا دخلت في العين فقأتها٤ وأعمتها، وكذلك إذا دخل الشرك على العبادة أبطلها.


(١) هو: إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي الكوفي, يكنى أبا أسماء, كان من الثقات والعلماء العاملين, وكان قانتًا لله عالمًا فقيهًا واعظًا, يقال: قتله الحجاج, وقيل: مات في حبسه سنة ٩٢هـ, أو ٩٤هـ. انظر ترجمته في: ((تذكرة الحفاظ)) : (١/ ٧٣) , ((تهذيب التهذيب)) : (١/ ١٧٦- ١٧٧) , ((سير أعلام النبلاء)) : (٥/ ٦٠-٦٢) .
(٢) انظر: ((تفسير الطبري)) : (٨/ ١٣/ ٢٢٨) , و ((تفسير القرطبي)) : (٩/ ٣٦٨) , و ((تفسير السيوطي)) : (٥/ ٤٦) .
(٣) وهذه شبهة يتعلق بها القبوريون لتفريطهم بشأن التوحيد, ومن علم حقيقة الشرك ورأى أو علم ما وقع في كثير من بلاد المسلمين عند المشاهد والقبور لكثير ممن اعتقد فيهم الول، الآية من دعاء الأموات والغائبين والاستغاثة بهم وسؤال الحاجات وتفريج الكربات والتقرب إليهم بالنذور والذبائح, وكذلك الذبح للجن والاستغاثة بهم علم أن تلك دعوى باطلة ويلزم المسلم أن يخاف على نفسه من الشرك وأن يأخذ بأسباب النجاة من الوقوع فيه.
(٤) هكذا في ((الأصل)) , وفي بقية النسخ: (فقعتها) بالعين بدل الهمزة وهو سائغ لغة. انظر: ((لسان العرب)) : (٨\ ٢٥٦) , مادة: ((فقع)) (٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>