للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن هم أطاعوك لذلك، فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم.....


واعلم أنه إذا أمر الإمام بنقلها وجب نقلها إليه وفرقها حيث شاء.
{فإن هم أطاعوك لذلك} أي: انقادوا لك بذلك {فإياك وكرائم أموالهم} أي: باعد نفسك واترك كرائم أموالهم فلا تلزمهم بها، والكريمة: العزيزة عند مالكها لكونها أكولة، أي: مسمنة للأكل، أو قريبة العهد بالولادة، أو حاملاً، أو فحلاً معدًا للضراب، والحكمة في المنع من ذلك أن الزكاة وجبت مواساة للفقراء في مال الأغنياء فلا يناسب ذلك الإجحاف بأرباب الأموال {واتق دعوة المظلوم} أي: اجتنب الظلم لئلا يدعو عليك المظلوم، وهذا الخطاب وإن كان المخاطب به معاذًا فهو عام للخاص والعام، وفي حديث آخر عن علي رضي الله عنه " اتق دعوة المظلوم فإنما يسأل الله حقه وإن الله لن١ يمنع ذا حق حقه "٢ والله تعالى يقول: {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ} ٣ ويقول تعالى لمن ظلم: " لأنصرنك ولو بعد

<<  <  ج: ص:  >  >>