للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ} ١ " قال: [يسألهم] ٢ من خلقهم ومن خلق السماوات والأرض فيقولون الله، فذلك إيمانهم، وهم يعبدون غيره فذلك "شركهم" " أخرجه رزين،٣٤ وأخرجه البخاري تعليقًا في آخر "صحيحه"٥.

فيه دليل على أن الصحابة -رضي الله عنهم- يستدلون بالآيات التي في الأكبر على الأصغر٦، فإن تعليق الخيط من الشرك الأصغر، وتعليق الودع من٧ العين من ذلك أيضًا.

تتمة: اعلم أن الرتيمة خلاف التميمة وهو خيط التذكرة يعقد على الأصبع للحاجة، يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان إذا أراد أن يذكر شيئًا ربط في


(١) سورة يوسف، الآية: ١٠٦.
(٢) هكذا بالمضارع في ((الأصل)) , وفي بقية النسخ بالماضي: (سألهم) .
(٣) هو: رزين بن معاوية بن عمار -أبو الحسن- العبدري, الأندلسي السرقسطي, الإمام المحدث, صاحب كتاب ((تجريد الصحاح)) الذي جمع فيه بين ((الموطأ)) والصحاح الخمسة, كان إمام المالكيين بالحرم, توفي سنة ٥٣٥ هـ. انظر ترجمته في: ((سير أعلام النبلاء)) : (٢٠/٢٠٤-٢٠٥) , ((العبر)) : (٢/٤٤٧) , ((شذرات الذهب)) : (٤/١٠٦) , ((الأعلام)) للزركلي: (٣/٢٠) .
(٤) ولعله في كتابه ((التجريد للصحاح الستة)) الذي لا أعلم أنه طبع.
(٥) ((صحيح البخاري مع الفتح)) : (١٣/٤٩١) عن عكرمة, وكذا في ((تفسير الطبري)) : (٨/١٣/٧٧, ٧٨) , و ((تفسير السيوطي)) : (٤/٥٩٣) , و ((تفسير ابن كثير)) : (٢/٥١٢) . قال الحافظ ابن حجر في ((الفتح)) : (١٣/٤٩٤-٤٩٥) عقب هذا الأثر: (وبأسانيد صحيحة عن عطاء وعن مجاهد نحوه, وبسند حسن من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: من إيمانهم إذا قيل لهم: من خلق السموات ومن خلق الأرض ومن خلق الجبال؟ قالوا: الله وهم به مشركون) .
(٦) وقد تفدم ذكر ذلك (ص ١٢٠) , وأشار هناك إلى هذا الموضع.
(٧) في ((ر)) , و ((ش)) : (عن العين) .

<<  <  ج: ص:  >  >>