للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحسين١ بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة "٢.

وقد اتفق العلماء -رضي الله عنهم- أن الاستعاذة بالمخلوق لا تجوز، واستدلوا بحديث خولة، وقالوا: فيه دليل أن كلمات الله غير مخلوقة وردوا به على الجهمية والمعتزلة في قولهم بخلق القرآن،٣ ولو كان كلمات الله مخلوقة لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة بها; لأن الاستعاذة بالمخلوق شرك.


(١) هو: الحسين بن علي بن أبي طالب -أبو عبد الله- سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم, كان يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم كان هو وأخوه حبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانتيه في الدنيا, ولد في السنة الرابعة من الهجرة, وقتل في كربلاء سنة ٦١ هـ.
انظر ترجمته في: ((الإصابة)) : (٢/٢٤٨-٢٥٣) , ((أسد الغابة)) : (١/٤٩٥-٥٠٠) .
(٢) [٨٥ ح] لم أجد في المصادر التي اطلعت عليها أن الحديث روي عن عائشة -رضي الله عنه-, وإنما هو عن ابن عباس -رضي الله عنهما-, ولعله قد سبق نظر المؤلف حين الاستدلال من ((فتح الباري)) إلى حديث قبله عن عائشة. ((سنن الترمذي)) : (٤/٣٩٦, ح ٢٠٦٠) , كتاب الطب, باب (١٨) . و ((سنن أبي داود)) : (٥/١٠٤, ح ٤٧٣٧) , كتاب السنة, باب في القرآن. الحديث قال فيه الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وصححه الألباني, انظر: ((صحيح سنن ابن ماجه)) : (٢/٢٦٨, ح ٢٨٤١) , و ((صحيح سنن الترمذي)) : (٢/٢٠٦, ح ١٦٨٣) , و ((صحيح سنن أبي داود)) : (٣/٨٩٧, ح ٣٩٦٣) . انظر تفصيل التخريج في الملحق.
(٣) مسألة القول بخلق القرآن من المسائل التي ابتدعتها الجهمية وحصل بسببها الإيذاء والامتحان للعلماء فأحق الله الحق وأزهق الباطل بعد أن جاهد العلماء لبيان الحق وكان أعظمهم بلوى وثباتا في تلك الفتنة الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى-.

<<  <  ج: ص:  >  >>