للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أو] ١ دخل الجنة وأبيه إن صدق"٢٣ فقال الخطابي: قوله"وأبيه": هذه كلمة جارية في ألسن العرب تستعملها كثيرا في خطابها تريد بها التوكيد، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحلف الرجل بأبيه، فيحمل٤ أن يكون هذا القول منه قبل النهي، ويحتمل أن يكون جرى ذلك منه على عادة الكلام الجاري على الألسن، وهو لا يقصد به القسم، كلغو اليمين المعفو عنه، قال الله تعالى: {لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} ٥ وقيل جواب آخر: وهو أن يكون صلى الله عليه وسلم أضمر فيه كأنه قال: لا ورب أبيه، انتهى ملخصا٦.

وإن قيل: قد أقسم الله تعالى ببعض مخلوقاته كالليل، والشمس

أجيب بأن الله تعالى له أن يقسم بما شاء من مخلوقاته تنبيهًا


١ ما بين القوسين أضفته من أصل الحديث تصحيحا للحديث, وقد سقط من كل النسخ.
٢ قوله: (وفي رو، الآية قال:"أفلح ... إلى ... إن صدق") سقط من"ر".
٣ انظر:"صحيح مسلم مع شرح النووي": (١/ ٢٨٢- ٢٨٣ , ح ٩/ ١١) , كتاب الإيمان, باب بيان الصلوات. والحديث عن طلحة بن عبيد الله.
٤ كلمة: (فيحمل) سقطت من"ر", وفي"ع": (فحمل) بالماضي.
٥ سورة البقرة، الآية: ٢٢٥.
٦"معالم السنن"للخطابي, ضمن"سنن أبي داود": (١/ ٢٧٣) . وقد رجح النووي في"شرحه لصحيح مسلم": (١/ ٨٢) أنه ليس حلفا, وإنما هو كلمة جرت عادة العرب أن تدخلها في كلامها غير قاصدة بها حقيقة الحلف, والنهي إنما ورد فيمن قصد حقيقة الحلف ... وقال بأنه الجواب المرضي. والأحسن منه أن يحمل على أن ذلك قبل النهي; لأنه قد وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث تدل على نهيه عن أقوال وإن لم يقصد قائلوها مدلولها كنهيه أن يقول; ما شاء الله وشئت, وأن يقول, لولا الله وأنت; وذلك لحمايته لجناب التوحيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>