للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كقولك: والله ليدخلن الله فلانا النار، وينجحن الله سعي فلان.

وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -، قال: "قل اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي، ورحمتك أرجى عندي من عملي" رواه مالك١.

اعلم أن المؤمن الموحد العاصي لا يجوز أن يقال: إن الله تعالى يعاقبه لا محالة، ولا يجوز أن يقال: إن الله تعالى يعفو عنه لا محالة، بل هو في مشيئة الله عز وجل كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} ٢ إن شاء عفا عنه بفضله وكرمه أو ببركة ما معه من الإيمان وكثرة٣ الطاعات، أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم أو باستغفار الرسل والملائكة عليهم السلام لعامة المؤمنين أو بشفاعة واحد من الأخيار وإن شاء عذبه بقدر ذنبه ثم أخرج إلى الجنة وعاقبته إلى الجنة لا محالة، ولا يخلد٤ في النار مؤمن، ولا يجوز أن يشهد لأحد من المؤمنين بالجنة إلا للأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولمن بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بها.


١ لم أجده في"موطأ مالك". وهو في"مستدرك الحاكم": (١/٥٤٣ - ٥٤٤) , كتاب الدعاء. وذكره في"كنز العمال": (٢/١٩٨ , ح ٣٧٣٧) , ونسبه إلى الحاكم والضياء. وذكره العجلوني في"كشف الخفاء": (١/١٩٢ , ح ٥٨٣) . وذكره النووي في"الأذكار": (ص ٤٨٨ , ح ١٢٥٠) . والحديث قال الحاكم فيه: رواته عن آخرهم مدنيون ممن لا يعرف واحد منهم بجرح, ووافقه الذهبي.
٢ سورة النساء، الآية: ٤٨.
٣ هذا في"الأصل", وفي بقية النسخ: (وكثير من الطاعات) .
٤ في"ر": (ولا يدخل) هو خطأ يغير المعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>