للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٢- معجزة دالة على نبوّته / (١/٧٤/ب) : قال يوحنا التلميذ: "أحيا يسوع العازر، وجاء إلى القبر مع أخته، وقال لها: أين دفنتموه؟ فأشارت إلى المغارة التي هو فيها، فقال: ارفعوا الحجر عنه. ثم دمعت عيناه، فقال اليهود: انظروا حبه له. فقالت أخت العازر: يا سيد إنه قد أنتن؛ لأن له أربعة أيام، فقال: إن آمنت رأيت مجد الله، فرفعوا الحجر عن القبر، ورفع يسوع بصره إلى فوق، وقال: يا أبتاه أشكرك لأنك تسمع لي، وأعلم أنك تسمع لي في كلّ حين، ولكن أشكرك من أجل هؤلاء القيام ليعلموا أنك أرسلتني، ثم نادى بصوت عظيم: عازار اخرج. فخرج الميت ويداه ورجلاه ملفوفة باللفائف ووجهه مستور بعمامة، فقال يسوع: حُلُّوه ودعوه يمضي إلى بيته"١.

قلت: بهذا وشبهه ثبتت نبوّة المسيح، ووضحت رسالته، وقطع ألسن اليهود الذي قرفوه بالخناء، ونسبوا أمير الصدق إلى الزنا، وهذا الكلام من المسيح هو التحدّي على النبوّة.

فإن نازع اليهود في صدق هذه الآية من المسيح [ود] لالتها٢ على النبوّة/ (١/٧٥/أ) ورد عليهم ذلك بعينه في شقّ البحر وإجراء المياه من حجر [الصَّوَانٍ] ٣ وغيره من آيات عيسى، وكلّ سؤال انعكس على مورده مردود من أصله.

وإن زعم النصارى أن ذلك دليل على ربوبية المسيح إذ ليس في مقدور البشر إحياء من في القبور.

قلنا: قد بيّنا في الباب الأوّل عبودية المسيح، وأنه إنسان من الخلق أكرمه الله بالآيات وأمدّه بالمعجزات، والرّبّ تعالى هو الذي يعيد الروح إلى قالبها، ويفعل ذلك عند دعوة النبي ليتوجه على العباد قبول أمره


١ يوحنا ١١/١-٤٤، في سياق طويل، وقد اختصر المؤلِّف بعضه.
٢ في ص: بياض، والمثبت من اجتهاد المحقِّق حسب سياق الكلام. والله أعلم.
٣ في ص: (الطران) ولا معنى له، ولعله تحريف من الناسخ، وما أثبته موافق لسياق الكلام. و (الصواب) ضرب من الحجارة شديد.

<<  <  ج: ص:  >  >>