للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

[القسم الثاني: خطبة الكتاب]

...

خطبة الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الواحد الذي لا يتكثر بالأعداد، الماجد١ الذي لا تضارعه الأشكال والأنداد، المقدس عن الشريك والصاحبة والأولاد، المنَزَّه الذات والصفات عما يقول أهلُ الإلحاد، الصمد المتعالي عن الأكل والشرب كما اعتقد من حاد، القديم٢ لا بِكُرور العصور ومرور الدهور والآباد، العظيم لا بِكبر أجسام وأجساد، القيوم الذي لو نام فشا في الكون الفساد، خالق الآباء والأبناء والأزواج والأحفاد، سامك السماء بالملائكة الكرام وماسك الأرض بالأطواد، مظلم الليل ومضيء النهار ومفجِّر الأنهار من الصلد الجماد، مقدِّر الأقوات


١ بمعنى: المجيد، كالعالم بمعنى العليم، لكن الفعيل أكثر مبالغة، وهو الشريف ذاته، الجميل أفعاله، الجزيل عطاؤه. (ر: المقصد الأسنى، لأبي حامد الغزالي، ص٩٣، ١٠٣) .
ولم يرد الاسم الشريف "الماجد" في القرآن الكريم ولكنه ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في سرد الأسماء الحسنى، وقد أخرجه الترمذي ٥/٤٩٦، وابن ماجه. (ر: صحيح ابن ماجه ٢/٣٣٠) ، وابن حبان (ر: الموارد ص ٥٩٢) ، والحاكم ١/١٦، ١٧، والبيهقي في الأسماء والصفات ص ١٥، وغيرهم، وقد اختلف في تصحيح الحديث، فإن مداره على الوليد بن مسلم. (للتوسع في تصحيح الحديث، ر: رسالة الترشيد في اعتبار الأسماء برواية الوليد - تصنيف رجائي بن محمّد المصري) .
٢ "القديم" ليس من أسماء الله الحسنى فإنه لم يرد في القرآن الكريم ولا في السنة المطهرة فإن أسماء الله عزوجل توقيفية. قال العلامة ابن أبي العزّ الحنفي: "وأما إدخال القديم في أسماء الله تعالى فهو مشهور عند أهل الكلام وقد أنكر ذلك كثير من السلف والخلف. ولا ريب أنه كان مستعملاً في نفس التقدم، فإن ما تقدم على الحوادث كلها فهو أحق بالتقدم من غيره، لكن أسماء الله تعالى هي الأسماء الحسنى التي تدل على خصوص ما يمدح به، والتقدم في اللغة مطلق لا يختص بالتقدم على الحوادث كلها، فلا يكون من الأسماء الحسنى، وجاء الشرع باسمه: "الأوّل" وهو أحسن من القديم؛ لأنه يشعر بأن ما بعده آيل إليه وتابع له بخلاف القديم، والله تعالى له الأٍسماء الحسنى لا الحسنة". (ر: شرح العقيدة الطحاوية ص ١١٤، ١١٥، بتصرُّفٍ بسيط) .

<<  <  ج: ص:  >  >>