للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وأحدهما يقول: إن ذلك كان عشية السبت،/ (١/١٠٣/أ) والآخر يقول: لا بل اليوم الأحد بغلس، وأحدهما يحكي عن مريم وحدها، والآخر يحكي عن أخرى معها١.

والعجب من قبول النصارى قول امرأة واحدة في مثل هذا الأمر العظيم. وقد جاء على هذا الوجه من الاضطراب!!، وهذا الفصل حَرِي بأن يُسطر في حكايات المغفلين والعجائز المثكلين، وبعد - يرحمك الله - فما سمعنا قط بربٍّ يصفع ويضرب ويقتل ويصلب ويبكى عليه ويندب ويتردّد بين خلقه في زيّ إنسانٍ ويشتبه على من رآه بناطور بستان، فلو أن اليهود نصبوا جماعة من المجان على السخرية بدين النصارى والغض منه ما بلغوا منهم ما بلغوا من أنفسهم وهذا كما قيل:


١ من الواضح أن هناك اختلافاً بين ما ترويه الأناجيل عن زيارة النساء للقبر وملابساتها يتلخص بعضها - إضافة على ما ذكره المؤلِّف - في الأمور الآتية:
أ- يذكر متى ٢٨/١-٨ أن الزائرات للقبر كن اثنتين من النسوة.
لكن يذكر مرقس ١٦/١-٨ أن الزائرات للقبر كن ثلاثاً من النسوة.
بينما يقول لوقا ٢٧/١-١٠ أن الزائرات للقبر كن جمعاً من النسوة.
أما يوحنا ٢٠/١-٣ فجعل مريم المجدلية الزائرة الوحيدة للقبر، ثم ذهبت فأحضرت معها التلميذين بطرس ويوحنا.
والاتّفاق الوحيد يبن الأناجيل في ذلك هو وجود مريم المجدلية في موضع الصدارة بين الزائرات، وقد صارت بذلك المصدر الرئيسي لكلّ ما قيل عن قيامة المسيح من الأموات.
ب- أن النساء رائين عند القبر شاباً جالساً عن اليمين لابساً حلة بيضاء - حسب رواية مرقس -. بينما هو في متى: "ملاك الرّبّ ... وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج". أما في لوقا فهما: "رجلان بثياب برأقه". وفي يوحنا نجدهما: "ملايكن بثياب ببعض جالسين".
ج- حسب رواية مرقس، فإن النساء قد حَمَلن رسالة لإبلاغها للتلاميذ وقد فشلن في توصليها لأنهن كن خائفات.
بينما يخبرنا لوقا أنهن قَدَّمْنَ تقريراً كاملاً عما رأينه وسمعنه إلى التلاميذ.
د- من الذي دحرج الحجر عن القبر؟ يقول متى: "بأن الملاك الذي نزل من السماء هو الذي دحرج الحجر الكبير عن باب القبر وجلس عليه".
أما الباقون مرقس ولوقا ويوحنا فذكروا: "بأن الحجر قد دحرج، ولم يذكروا من الذي دحرجه". (ر: رسالة للشيخ أحمد ديدات بعنوان: "من دحرج الحجر؟ ".

<<  <  ج: ص:  >  >>