للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا شكّ أن العقلاء من النصارى اليوم لو جمعوا بين قول يوحنا أوّلاً وقوله آخراً لرجعوا أيضاً كما رجع من رجع عن يسوع، إذ يجتمع من الكلامين أكل جسد الله القديم / (١/١٠٨/أ) الأزلي وشرب دمه، ومن الذي يسمع ذلك فلا يقضي على قائله بالجنون أو المجون؟.

فساد المنقول عن فولس:

قال في رسالته السادسة وهو يحث على التواضع والتودد: "لا ينظرن أحدكم إلى نفسه دون صاحبه لكن ليعُدَّ صاحبه أفضل منه، واقتدوا بيسوع المسيح الذي كان شبه الله وعدل الله، كيف أخفى نفسه وأخذ شبه العبد وألقى نفسه في زيّ إنسان وشكله حتى مات وصلب"١.

فبينا المسيح عنده [مشابه للإله ومعادل] ٢ له إذ حكم عليه بالذلّ والإهانة والقتل والصلب وذلك غاية الجهل والحمق، وإلاّ فأي حاجة بالإله الخالق الباري إلى تلبسه بهذه الأمور؟! وما الذي اضطره إلى ذلك؟! تعالى عن هذا الهذيان.

٢٦- موضع آخر من التكاذب:

قال متى: "كان يوحنا لا يأكل ولا يشرب"٣. وأكذبه الآخرون فقالوا: "كان طعام يوحنا هذا الجراد وعسل البر"٤. وهذا من أقبح الكذب.


١ رسالة بولس إلى فيلبي ٢/٤-٨.
٢ في ص (مشابهاً للإله ومعادلاً) والصواب ما أثبته.
٣ متى ١١/١٨.
٤ متى ٣/٤، ومرقس ١/٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>