للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٤- ومما تفرد به يوحنا دون أصحابه:

قال يوحنا: "لم صلب يسوع واللصان معه قال اليهود: هذا يوم الجمعة وغدا السبت، ولا تبقى هذه الأجساد على الصلب، وسألوه أن يتقدم بكسر أسوقهم، فمضى الشرط ففعلوا ذلك باللصين وانتهوا إلى يسوع فوجدوه ق مات فلم يكسروا ساقيه، بل جاء رجل من الجند بحربة فطعنه في جنبه الأيمن فخرج من جرحه ماء ودم"١. وأغفل الباقون ذلك فلم يخبروا به، وإذ تركوه لم يؤمن أن يتركوا ما هو أهمّ منه ولعلّهم استضعفوا أصل الخبر فأضربوا عن نقل تفاصيله.

٣٥- قال ابن٢ رَبَّن -

وكان من أذكيائهم فأسلم على يدي المتوكِّل٣ وردَّ عليهم وعلى اليهود وغيرهم بكتابٍ له حسن -: "إن متى أسقط من نسب المسيح ثلاثة آباء غلطاً٤، وأن لوقا زاد في نسب المسيح أباً"٥.

واعترف بذلك المفسقان / (١/١١٢/أ) مفسرهم وقال: "هذا غلط وقع في الإنجيل، فاستحيا من ذلك بعض علمائهم وقال: إن هذا الخطأ في الإنجيل؛ لأنه كتب


١ يوحنا ١٩/٣١-٣٤.
٢ هو: أبو الحسن عليّ بن سهل ويعرف بابن ربن الطبري، المهتدي كان نصرانياً فأسلم، طبيب حكيم، له كتاب: "الرّدّ على أصناف النصارى". و"الدين والدولة في إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم". قيل مات سنة ٢٦٠هـ.
(ر: ترجمته في هدية العارفين للبغدادي ١/٦٦٩، عيون الأنباء لابن أبي أصيبعة ص ٤١٤، مقدمة كتاب الدين والدولة - بتحقيق الأستاذ عادل نويهض) .
٣ هو: أبو الفضل جعفر (المتوكّل بالله) بن محمّد بن هارون الرشيد، أحد ملوك الدولة العباسية. اغتيل في سامراء سنة ٢٤٧هـ. (ر: الأعلام للزركلي ٢/١٢٧) .
٤ ورد في إنجيل متى ١/٨ أن: (يورام ولدَ عزيا) ، وليس ذلك صحيحاً؛ لأن غزيا (عزريا) ابن أمصيا بن يو آش بن أخزيا بن يورام، كما ورد ذلك في سفر أخبار الأيام الأوّل ٣/١٠-١٢، فمتّى أسقط من نسب المسيح ثلاثة أجيال، وهؤلاء الثلاثة كانوا من الملوك المشهورين وأحوالهم مذكورة في سفر الملوك الثاني الأصحاح (٨، ١٢، ١٤) ، وسفر أخبار الأيام الثاني الأصحاح (٢٢، ٢٤، ٢٥) .
٥ ورد في إنجيل لوقا ٣/٣٥، ٣٦، أ، "شالح بن قينان بن أوفكشاد"، وهو غلط؛ لأن شالح بن أرفكشاد، وليس ابن ابنه، كما ورد ذلك في سفر التكوين ١١/١٢، ١٣، فلوقا قد زاد أباً للمسيح هو (قينان) .

<<  <  ج: ص:  >  >>