للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

٥١- حكاية الجحش والأتان وما اشتملت عليه من السخف والهذيان والزيادة والنقصان:

قال متى: "لما قرب يسوع من أورشليم أرسل اثنين من تلاميذه وقال: اذهبا إلى القرية التي أمامكما فإنكما تجدان أتاناً وجحشاً لم يركب مربوطين فحلاهما وأتياني بهما، فإن قيل لكما شيء فقولا الرّبّ يحتاج إليهما وهو يرسلها للوقت. فذهب التلميذان وفعلا ذلك / (١/١١٧/أ) ووضعا الثياب عليهما وركب يسوع وفرشت له الثياب في الطريق وفرش آخرون أغصان الشجر، فلما دخل يسوع أورشليم ارتجلت له المدينة فقال الناس: هذا يسوع النبي الذي من الناصرة الجليل"١.

وقال مرقس: "لما قرب يسوع من أورشليم أرسل من تلاميذه رجلين وقال: امضيا فإنكماتجدان جحشاًمربوطاً"٢.وكذلك قال لوقا. فأما يوحنا فقال:"إن [يسوع] ٣وجد حماراً فركبه"٤.ولم يذكر سوى ذلك.

فمتى يقول: أتاناً وجحشاً، وذكر خطبة طويلة، ومرقس ولوقا لم يذكرا سوى الجحش، لا غير، ويوحنا لم يذكرهما البتة بل قال: إنه وجد حماراً فركبه٥.


١ متى ٢١/١-٨.
٢ مرقس ١١/١-٨.
٣ في ص (يسوعا) والصواب ما أثبته.
٤ يوحنا ١٢/١٤.
٥ لقد حاول القس منسي يوحنا في كتابه: (حلّ مشاكل الكتاب المقدس ص ١٢٥) ، إيجاد جواب مقنع لهذا التناقض فقال: "فنجيب: أن متى ذكر ما حدث بالتفصيل، أما البشيرون الآخرون فذكروا فقط الجحش الذي ركبه المخلص".
قلت: إنه جواب غير مقنع، فإن متى ذكر أن المسيح: "قال للتلميذين: اذهبا إلى القرية التي أمامكما ... تجدان أتاناً مربوطة وجحشاً معها فحلاهما". وأما مرقس فقد ذكر: "أن المسيح قال للتلميذين: اذهبا إلى القرية التي أمامكما ... تجدان جحشاً مربوطاً لم يجلس عليه أحدٌ من الناس فحلاه". وذكره لوقا كذلك.
يتّضح من ذلك أن أقوال المسيح متناقضة في ذلك، ولا مجال لما زعمه القس منسي بأن متى ذكر ما حدث بالتفصيل، فإن الأناجيل روت الحادثة الواحدة بأمر المسيح وقوله، ثم بفعل تلميذيه، وهي متناقضة في ذلك تماماً. فإن أصر القس منسي على سخافته فإننا ننقل له اعتراف جون فنتون - عميد كلية اللاهوت - في كتابه: (تفسير إنجيل متى ص ٣٢٩) ، حيث يقول: "إن قول متى: (أتاناً مربوطة وجحشاً معها) ، يخالف قول مرقس ولوقا: (جحشاً مربوطاً لم يجلس عليه أحدٌ من الناس") . اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>