٢ إن اعتراض المؤلِّف على النصارى بذلك صحيح، إنهم يزعمون بأن رئيس الحواريين بطرس، واندراوس أحد الحواريين قد قتلا صلباً. (انظر: قاموس ص ١٢٢، ١٧٧) ، فإذا كان كلّ مصلوب ملعوناً فعليهم أن يلعنوا بطرس وهم لا يقولون بذلك. فحينئذٍ يتبيّن فساد ما قاله بولس. ٣ إن بيان تناقضات الأناجيل وأسفار العهد الجديد بعضها ببعض وتعارضها مع التوراة وبقية أسفار العهد القديم وذكر ما وقع فيها من التبديل والتحريف يحتاج إلى كتاب ضخم لاستيفاء حقّه من البحث والتوضيح؛ وذلك لكثرة التناقض والتحريف فيهما، ولقد اهتمّ علماء المسلمين بهذا الجانب انطلاقاً من القرآن الكريم الذي صرح بتحريف التوراة والإنجيل وإلزاماً لأهل الكتاب بتحريف كتبهم وفساد دينهم، فلا يخلو كتاب في الرّدّ على اليهود والنصارى من باب أو فصل فيه بيان ذلك. (انظر: الفصل لابن حزم، إفحام اليهود للسموءل المغربي، هداية الحياري لابن القيم، الأجوبة الفاخرة للقرافي، وغير ذلك كثير) . كما أن هناك كتباً ألفت في هذا الموضوع خاصة مثل: كتاب (شفاء العليل في بيان ما وقع في التوراة والإنجيل من التبديل، لأبي المعالي الجويني) ، و (على التوراة للباجي) ، و (الفارق بين المخلوق والخالق، لباجه دي زاده الإشراف على مسائل الخلاف زاده) . وتجدر بنا الإشارة إلى كتاب: (إظهار الحقّ للشيخ رحمة الله الهندي) الذي أثبت وقوع التحريف والأغلاط والاختلاف والتبديل في التوراة والإنجيل بأدلة علمية دامغة، وبأقوال أحبارهم في ذلك مما يجدون معه ردّاً ولا جواب. وذلك في مواضع متعددة تزيد على الثلاثمائة بين الأناجيل ولما هي عليه من الأهمية عند النصارى نردد قول د. موريس بوكاي: "إذن فمن يجب أن نصدق؟! أنصدق متى أم مرقس أم لوقا أو يوحنا؟! ". (ر: دراسة الكتب السماوية ص ٩٣) .