للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فلم تعرضوا لي١، لكن هذه ساعة سلطان الظلمة٢، إلى رئيس الكهنة٣ حيث يجتمع الشيوخ٤ - وتبعه بطرس من بعيد ودخل معه الدار ليلاً وجلس ناحيةً منها متنكراً ليرى ما يؤول أمره إليه٥ - فالتمس المشائخ على يسوع شهادة ليقتلوه بها فجاء جماعة من شهود الزور، ثم تقدم منهم اثنان فشهدا أن يسوع قال: أنا أقدر أنقض هيكل الله وأبنيه في ثلاثة أيام، فقال له الرئيس: أما تجيب عن نفسك بشيء؟ فسكت يسوع فأقسم عليه رئيس الكهنة بالله الحي: أنت المسيح؟ فقال له المسيح: أنت قلت ذلك وأنا أقول لكم إنكم من الآن لا ترون ابن الإنسان حتى ترونه جالساً عن يمين القوة وآتيا في سحاب السماء. فلما سمع رئيس الكهنة ذلك شقَّ ثيابه وقال: ما


١ متى ٢٦/٥٥، ٥٦، مرقس ١٤/٤٨-٥٠، لوقا ٢٢-٥٢، ٥٣.
٢ انفرد بهذه العبارة لوقا ٢٢/٥٣.
٣ رواية متى ٢٦/٥٧، ومرقس ١٤/٥٣، لوقا ٢٢/٥٤، تفيد أن الجند ذهبوا بالمسيح إلى رئيس الكهنة مباشرة. أما رواية يوحنا ١٨/١٢-١٤، فإنها تذكر أن الجند ذهبوا بالمسيح إلى حنا أوّلاً - وهو حنا قيافا رئيس الكهنة - بدلاً من الذهاب إلى رئيس الكهنة مباشرة كما ذكر الثلاثة الآخرون.
٤ تفيد روايات متى ٢٦/٥٧-٦٠، ومرقس ١٤/٥٣-٥٥، ويوحنا ١٨/١٥-٢٠، أن محاكمة المسيح أمام مجمع اليهود كان في الليل عقب القبض عليه مباشرة. أما رواية لوقا ٢٢/٥٤-٧١ فإنها تفيد أن المحكمة كانت في صباح اليوم التالي لعملية القبض.
٥ إن قصّة إنكار بطرس للمسيح بعد القبض عليه من مواضع الخلاف الواضح بين ما ترويه الأناجيل. قارن: رواية متى ٢٦/٥٨-٧٥، ومرقس ١٣/٥٣-٧٢، ولوقا ٢٢/٥٤-٦١، ويوحنا ١٨/١٦-٢٧. وذلك الخلاف الواضح بين الروايات دفع نينهام - استاذ اللاهوت بجامعة لندن - أن يقول: إنّ قصة إنكار بطرس تثير عدداً من المشاكل ... ويرى بولتمان أنه أسطورية ... ". اهـ. (ر: تفسير إنجيل مرقس ص ٤٠١، ٤٠٩، نقلاً من كتاب: (المسيح في مصادر ص ١٥٥، لأحمد عبد الوهّاب) .

<<  <  ج: ص:  >  >>