ويقال لهم: هل كان خلاص آدم من غير أن ينال المسيح سوء ممكن في قدرة الله أم كان عاجزاً عن ذلك؟!.
فإن قالوا: لا يمكن ذلك، جعلوا الله سبحانه مضطراً مدفوعاً عاجزاً عن سلامة عباده وصونهم عن المحن والبلايا، والتوراة والكتب تكذبهم إذ هي شاهدة بقدرة الله على كلّ ممكن.
وإن قالوا: إنه كان قادراً على ذلك، جوّروا الله وحيِّفوه ونسبوه إلى الظلم؛ إذ عذب آدم أو قتل المسيح وهو قادر على سلامته وكفايته، وذلك يشوش عليهم القول بالتحسين والقبيح.
قال المؤلِّف: إنما طوّلنا النفس في هذا الباب هدماً لقاعدتهم / (١/١٥٣/أ) في القتل والصلب. وهي قطب كفرهم١. والله أعلم.
١ لقد سبق بيان أهمية عقيدة الصلب في النصرانية. ويؤكّده قول البروفيسور جوردن مولتمان في كتابه: (الإله المصلوب) : "إن وفاة عيسى على الصليب هي عصب كلّ العقيدة النصرانية. إن كل النظريات المسيحية عن الله وعن الخليقة وعن الخطيئة وعن الموت؛ تستمد محورها من المسيح المصلوب. وكل النظريات المسيحية عن التاريخ وعن الكنيسة وعن الإيمان وعن التطهر وعن المستقبل وعن الأمل؛ إنما تنبع من (المسيح المصلوب".اهـ. (نقلاً من - مسألة صلب المسيح - للشيخ أحمد ديدات، ص ١٠) .