للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك رش الكهنة الدم على المذبح إذكاراً لهم الدم الذي أرسل على المصريين والنعمة على بني إسرائيل١، إذ يشرب هؤلاء الماء العذب وهؤلاء الدم العبيط من معين واحد ومجرى واحد.

وكذلك أمره لهم بعيد [المظال] ٢ إذكاراً لهم تظليلهم بالغمام من حرّ الشمس، وقد ذكرت التوراة العلة في ذلك، فقال الله تعالى: "إن سألك ابنك عداً وبعد غد، وقال لك: أيّ شيء هذا؟ فقل له: بيد منيعة قوية أخرجنا قومنا من مصر"٣.

وهذه المواضع تبطل على النصارى ما احتجوا به من العطلة في السبت على قتل المسيح وصلبه.

٤- وانتزع النصارى من التوراة قوله: "تعالوا نخلق بشراً٤ يشبهنا ومثالنا"٥. وقوله أيضاً فيها: "تعالوا ننْزِل نبلبل ألس الناس"٦. قالوا: فهذا دليلنا على الثالوث وإنما خاطب بذلك الروح / (٢/٦/ب) والابن، وقوله: "شبهنا ومثالنا". دليل على التأنس الذي فعله٧.


١ سفر الخروج ٧/١٩-٢٤.
٢ في ص، م (الظال) ، والصواب ما أثبته. عنيد المظال: هو آخر الأعياد السنوية الكبرى، وثاني أعياد الحصاد عند بني إسرائيل، واشتقّ الاسم من عادتهم في أن يسكنوا مظالاً أثناء مدة العيد، ويسمى أيضاً (عيد الجمع) ، وكان يقام في الشهر السابع. (سبتمبر - أكتوبر) . (ر: قاموس ص ٥٨٦، ٥٨٧) .
٣ سفر اللاويين ٢٣/٤٢، ٤٣.
٤ في م: [بشر] .
٥ تكوين ١/٢٦، والنّصّ كالآتي: "وقال الله: نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا".
٦ تكوين ١١/٧، ٩.
٧ نقل الإمام ابن تيمية استدلال النصارى بهذا النّصّ: على أن المراد بشبهه ومثاله هو كلمته وروحه (أي: الله - تعالى عما يقولون علوّاً كبيراً -) ثم ذكر ابن تيمية الرّدّ على الشبهة من ستة أوجه منها:
أ- أن الله ليس كمثله شيء، وليس لفظ النّصّ (على مثالنا) .
ب- أنه لا اختصاص للمسيح بما ذكر على كلّ تقدير حقّ وباطل بأيّ تفسير فُسِّر قوله: "سنخلق بشراً على صورتنا شبهنا". لم يخص ذلك المسيح. (ر: الجواب الصحيح ٢/٢٣١-٢٣٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>