للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الحجّة العاشرة: لا شكّ أنّ طائفتي الروم والنسطور يطلقون اللعن والجرم على طائفة اليعاقبة لقولهم: "إن طبيعة اللاهوت وطبيعة الناسوت قد صارتا طبيعة واحدة بالاتّحاد". فمن قال إنّ المسيح اثنان في العدد بعد كونه واحداً فهو [حقيق] ١ بهذا الذّمّ.

فهذا ما يخص كلّ طائفة على انفرادها. وقد عرفت أنّ مقالة اليعقوبية أنّ المسيح عبارة عن طبيعتين لاهوتية وناسوتية، وأنهما بالتركيب صارتا طبيعة واحدة لها مشيئة واحدة.

وأنّ مقالةالروم أنّ المسيح بعدالاتّحاد [طبيعتان] ٢لكن [أقنوم] واحد.

وأنّ مقالة النسطور أنّ المسيح بعد الاتّحاد [جوهران وأقنومان] ٣. وردوا الاتّحاد إلى صفة البنوة٤.


١ في ص (محقوق) والصواب ما أثبتّه.
٢ في ص (طبيعتين) والصواب ما أثبتّه.
٣ في ص (جوهرين وقنومين) والصواب ما أثبتّه.
٤ قال شيخ الإسلام في الجواب الصحيح٣/١٧٩: "والنصارى - في هذا الباب - من أبلغ الناس تناقضاً، يقولون الشيءويقولون بمايناقضه ويلعنون من قال هذاومن قال هذا.
وأيضاً فلكّ طائفة منكم تلعن الأخرى، فإن أهل الأمانة تلعن الأريوسية وغيرهم من طوائف النصارى. وهم يلعنونكم. وكلّ فرقكم الثلاثة النسطورية واليعقوبية والملكية تلعن الطائفتين الأخريين. فأنتم واليعوقوبية تلعنون من يقول: إن مريم لم تلد إلهاً، ويقولون: إن مريم ولدت إنساناً تاماً إلهاً تاماً.
وأنتم والنسطورية تلعنون من قال: إنهماجوهر واحد بمشيئةواحدةوطبيعةواحدة، ومن قال: إن اللاهوت مولود من مريم، ومع قولكم المسيح الذي ولدته مريم مات وصلب.
وفي أقوالكم من العجائب المتناقضة التي توجب أنكم ملعونون - ما يطول وصفه - فما منكم من أحد إلاّ وهو لاعن ملعون. فلعنكم من قال بهذه المقولات لا يوجب أنكم على الحقّ بل يوجب أن يكون من جملة الملعونين عندكم كطائفة من طوائفكم. والنصارى طوائف كثيرون مختلفون اختلافاً كثيراً. والطوائف الثلاثة المشهورة في الأزمان المتأخرة فهم بعض طوائفهم، وإلاّ فهم طوائف كثيرون مختلفون في التثليث والاتّحاد". اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>