للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

قديمة أزلية، وهي: أب وابن وروح قدس. فما الذي أوجب اختصاص الابن بالنُّزُول ومحاربة الشيطان، دون الأب والروح، مع استوائهم في الربوبية؟!.

أكان أحْنى على العباد منهما وأرحم؟! أم جريمة الشيطان إليه أكبر وأقحم؟! وما الذي أصاره أولى بالتبدّل والتبديل من الأب والروح ونسبتهم في / (٢/٣٣/أ) الربوبية واحدة؟!.

- الوجه السّادس: قول الأمانة: "وتجسد من روح القدس". وذلك باطل بنصّ الإنجيل؛ إذ يقول١ متى في الفصل الثاني من إنجيله: "إن يوحنا المعمداني حين عمَّد المسيح جاءت وروح القدس إليه من السماء في شبه حمامة"٢. وذلك بعد ثلاثين سنة من عمر المسيح. وإذا كان ذلك كذلك بطل أن يكون متجسداً من روح القدس وكذبت الأمانة. وإذا كان لا بدَّ من تصديق المُخْبِر، فإخبار نبي الله يحيى بن زكريا أولى بالتصديق من أخبار مَن جاء بعد المسيح بمدة متطاولة، ونظم هذه الأمانة المتناقضة، ثم التجسد من شيء إنما يصح لو كان من جنسه كالماء مع الماء وكالنار والنار٣. ولا تجانس بين الإله والإنسان، وبين القديم والحادث، وكلّ ذلك يرد الأمانة. ويبيّن زلل مَن٤ عقدها.

- الوجه السّابع: دعوى النصارى بأجمعهم أن المسيح ابن الله:

إن كان كما يقولون فقد كذبت الأمانة في قولها: "إن المسيح تجسد من روح القدس".

وإن كانت الأمانة صحيحة فالمسيح ابن روح القدس، وليس هو ابن الله. فقد تناقضت الأمانة واعتقادهم؛ إذ في صحّة / (٢/٣٣/ب) أحدهما بطلان الآخر.

- الوجه الثّامن: قول الأمانة: "إن المسيح نزل من السماء، وحبلت به امرأة


١ في م: قال
٢ متى ٣/١٦، ١٧.
٣ ليست في (م) .
٤ ليست في (م)

<<  <  ج: ص:  >  >>