للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الواحدة هي التي تغفر خطاياهم من ذنوبهم فقد صرحوا أنه لا حاجة إلى قتل المسيح لاستقلال المعمودية بالخلاص والمغفرة، فإن كان التعميد كافياً فقد اعترفوا بوقوع القتل عبثاً.

وإن كان لا تحصل المغفرة بدون قتل المسيح فقد تناقضت الأمانة، وكذبت في دعوى المغفرة بالتعميد؛ إذ كان لا بدَّ من القتل.

- الوجه الرّابع عشر: قول الأمانة: "ونؤمن بجماعة واحدة قديسية". يعنون من عقد لهم هذه الأمانة، التي نحن نتكلم على تناقضها ونوضح فسادها، / (٢/٣٦/ب) وفي الإيمان بها [ولهؤلاء] ١ القوم كفرٌ بالمسيح، وردّ لأقواله وأقوال تلاميذه، وبيانه هو:

أن المسيح عليه السلام قد شحن إنجيله بتوحيد الله وتمجيده وتقديسه وتنْزِيهه عن الثاني والثالث وإفراده بالربوبية والألوهية، فقال عليه السلام: "الله واحد هو الله"٢. وقال: "إن الله لم يره أحد قط"٣. وقال: "لا ينبغي لأحد أن يعبد رَبيَّن"٤. وقال: "لا صالح إلاّ الله وحده"٥. ورفع وجهه إلى السماء وقال: "إلهي أنت الإله الحقّ الذي أرسلت المسيح"٦. فهذه أقوال المسيح التي روتها عنه تلاميذه، ليس فيها تثنية ولا تثليث؛ بل مجردة لتوحيد الباري جلّ وعلا.


١. في ص، م (ولاي) . ولعل الصواب ما أثبته. - والله أعلم
٢ -. يوحنا ٥/٤٤.
٣ يوحنا ١/١٨.
٤ متى /١٠، ونصّه: "قال له يسوع: لأنه مكتوب للرّبّ إلهك تسجدوا إياه وحده تعبد".
٥ مرقس ١٠/١٨.
٦ يوحنا ١٧/١-٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>